عن رواية الضفاف الأخرى

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


الضفاف الأخرى: إسماعيل فهد إسماعيل
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً، في آذار 1967، بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة جداً عبارة عن ملاحظة واحدة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “الضفاف الأخرى” (1973)، لإسماعيل فهد إسماعيل (البصرة/ 1940).


إسماعيل فهد إسماعيل روائي وقاص عراقي بالأصل، وبعد التنقل بين الكويت والبصرة من نهاية الستينيات، استقر في الكويت وصار أو عُد كويتياً، وهو ألآن أحد أهم أعلام القصة والرواية الكويتيتين، ونحن نتعامل معه على أنه عراقياً إلى منتصف السبعينيات أو نهايتها، وكويتياً بعد ذلك. وأهم أعماله في المدة التي نعده فيها عراقياً مجموعته القصصية الأولى “البقعة الداكنة”- 1965- ورباعيته الروائية الشهيرة “كانت السماء زرقاء”- 1970، و”المستنقعات الضوئية”- 1971- و”الحبل”- 1972- و”الضفاف الأخرى”- 1973.


“من الطريف أننا لا نعرف، حتى صدور رواية إسماعيل فهد إسماعيل الرابعة، “الضفاف الأخرى”– 1973– أن الكاتب يكتب رباعية أو أن هذه الأعمال تشكل وحدة موضوعية وفنية واحدة. والواقع أن هذا الجزء، وهي العمل الطويل الوحيد بين أعمال إسماعيل القصيرة، هي التي تجعل من هذا الأعمال رباعية، وذلك من خلال استحضار الكاتب فيها للشخصيات الرئيسة للروايات الثلاث السابقة، مع أن أغلب هذه الشخصيات تظهر هنا بأسماء مختلفة؛ والكاتب يستحضر، إضافة إلى ذلك، بطل رواية الربيعي “الوشم” لتشارك هذه الشخصيات جميعاً ثلاث شخصيات أخرى جديدة بطولة (الضفاف الأخرى) لتكون بطولتها جماعية.” من كتابي “الرواية في العراق 1965-980 وتأثير الرواية الأمريكية فيها.


((ينفث دخان سيجارتي بثقة، ويقول:
“- أمهم أن نبدأ من جديد… المهم بدأنا من جديد.”
“- أنا معك… الفكر لا يناله الموت… أو بالأحرى من الصعوبة أن يناله الموت، ولكن الذي…”
أريد أن أبرأ من الماضي والحاضر، أعيش بصفاء رأس، أترك فجوة في رأسي.
“- هل أنت حزبي؟”
“- هل تعتقد بجودى هذه النضالات اليومية الصغيرة؟!”
“- سنضعهم أمام الأمر الواقع.
لا تهتم، فلست البريء الوحيد هنا.
“- مطالبنا أو الإضراب!”
اعتزالك السياسة لا يعني ابتعادك عن مركز الدائرة.
“- وماذا كان ردّهم؟”
هؤلاء عمّال، ولديهم فهم آخر للنضال، هم بحاجة لسياسي مثقّف مثلي يتولى…
“- الرفض.”)) من رواية “الضفاف الأخرى”، لإسماعيل فهد إسماعيل، ص 101.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *