عن رواية الرواية الإيقاظية

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


الرواية الإيقاظية: سليمان فيضي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “الرواية الإيقاظية” (1919)، لسليمان فيضي (الموصل/ 1885-1951).


“ومع ما في الرواية/ المحاولة من ملامح وجوانب ترتبط من خلالها بالتراث وبالمقامات وبأساليب الكتابة التقليدية، فإن أسلوبها بشكل عام ينطوي على شيء من العصرية والتميز الحديث نسبياً، خاصة أن الكاتب يبدي وعياً أحياناً بعيوب الكتابات القديمة فيتجنبها بشكل ملحوظ. كما أن المسحة القصصية واضحة على هذا الأسلوب، بل إننا لا نتردد في القول إن سليمان فيضي يمتلك فعلاً حسّاً قصصياً، يبدو به وكأنه يعي أنه يؤلف قصة تختلف عن المقامات والأشكال القصصية العربية القديمة الأخرى، خصوصاً أنه قد استخدم في عمله بعض تقنيات القصة والسرد وتابع بنجاح نسبي أحياناً تطور الحدث وحركة الشخصية. في الجانب الآخر، سلبت أخطاء فنية غير قليلة الكثير مما كان سيرتفع بالعمل إلى مكانة أقرب إلى فن القصة أو الرواية، فسادت الصدف وضعُف الترابط بين الأحداث، ليفتقد العمل بذلك الحبكة المتماسكة والمقنعة، وتفتقد الشخصيات خصائصها الفنية التي تتسم بها في القصة والرواية.” وفي كل الأحوال نبقى نختلف مع أستاذنا المرحوم عبد الإله أحمد في إبعادها تماماً عن الفن القصصي والروائي، ولا ننكر اهتمامه بها، ليحرم الكاتب من إسهامه في الريادة لهذين الفنين في العراق، متذكّرين أنها أول محاولة للكتابة القصصية والروائية في العراق. من كتابي “التجربة الروائية في العراق في نصف قرن”.


“بأمر المدير فتح السجّان الباب فدخلا الغرفة وهي مظلمة، فأمر المدير بإحضار سراج. هذا ما كان من أمرهما، وأما ما كان من أمر خضر فإنه حينما أحس بافتتاح الباب اعترته الدهشة”. من “الرواية الإيقاظية” لسيمان فيضي، ص130.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *