وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
المسرّات والأوجاع: فؤاد التكرلي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، عام 1967، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وهي وفقات بسيطة ولا أدّعي أنها نقدية، خصوصاً أن بعضها قد يعود إلى بداية العشرينيات من عمري، وغالبيتها وليست كلّها ستكون عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “الرجع البعيد” (1980)، لفؤاد التكرلي (بغداد/ 1928-2008).
فؤاد التكرلي هو بحق عملاق الرواية العراقية، وأحد عمالقة الرواية العربية. له دور كبير في تطور كلا القصة القصيرة والرواية العراقيتين، بدءاً بأوائل خمسينيات القرن الماضي وحتى وفاته عام 2008. لعل أهم أعماله “الوجه الآخر” قصة طويلة ومجموعة قصصية، و”الرجع البعيد”، و”المسرات والأوجاع”.
“يمكننا أن نخرج من الرواية بنتيجة صريحة ترسخت أمامنا بعد عدة قراءات لها، تلك هي أن “الرجع البعيد” واحدة من أكثر الروايات العربية توفيقاً ونجاحاً وقيمة، بل ربما هي تمتلك أوفر الخصائص والمواصفات التي تجعلنا نضعها، بدون تردد، إلى جانب الروايات العالمية”. من كتابي “الرواية في العراق 1965-1980، وتأثير الرواية الأمريكية فيها”.
“- شلونك ويه [مع] صوتك الداخلي حسين؟ گل [قل] لي، ما عندك صوت يركض وراك وين ما تروح، يسألك عن كل شيء ويعلّق على كل شيء؟ هذا شنو؟، هذا ليش سويته؟، هذا صح، هذا غلط، هذا نفاق، هذا تعدّي، هذه خربطة، هذه هزيمة؟ صوت لا ينام ولا يتعب، يحجي [يحكي] وياك أثناء ما تحجي، وأثناء ما تسكت. من أنت بوحدك وأنت ويه الناس. عندك هيجي شي حسين؟ عندك؟”. رواية “الرجع البعيد”.
(من صفحة الدكتور نجم على الفيس بوك)