وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
الجسور الزجاجية: برهان الخطيب
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “الجسور الزجاجية” (1975)، لبرهان الخطيب (بابل/1944).
برهان الخطيب أحد الروائيين العراقيين المهمين، له ما أربع عشرة رواية، ولعل أشهر رواية منها هي “شقة في شارع أبي نؤاس” التي أشاء شخصياً القول إنها، و”رواية أخرى للكاتب هي “ذلك الصيف في اسكندرية”- 1998- ضمن أجمل الروايات العراقية.
“جاءت الرواية، في سعة عالمها، أكثر استيعاباً لشروط الفن الروائي، من روايتَي الكاتب السابقتين، “ضباب في الظهيرة” و”شقة في شارع أبي نؤاس”. مع ذلك كان يمكن لهذه الرواية أن تحتل مكانة متميزة جداً بين الروايات العراقية لولا تحميل الكاتب لها، مرة أخرى، أكثر مما تحتمل من الأفكار السياسية والرمز السياسي، مع ابتعاد نسبي عن التوظيف الفني لذلك وللواقع عموماً”. من الملف الخاص عن الرواية، ضمن ملفاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.
“ظهر صلاح خلفه مرتدياً دشداشة صيفية بيضاء وعلى كتفه سترة تميل إلى الاصفرار. حليق الوجه نظيفاً ورائحة عطر نفاذ تنبعث منه, وشعره الأسود الاكرت مفروق من جهة اليسار يلتمع بالدهان كأنه عريس من قرى الفرات في ليلة الدخلة.” من رواية “الجسور الزجاجية”، لبرهان الخطيب، ص95.