عن رواية الإيمان

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


الإيمان: أكرم الوتري
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً، في آذار 1967، بأول رواية قرأتها وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة جداً، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند القصة الطويلة أو الرواية القصيرة “الإيمان” (1947)، لأكرم الوتري (بغداد/ 1930).


أكرم الوتري يحمل شهادة الدكتوراه في القانون من سويسرا. عُرف بكتابة الشعر والقصة القصير والطويلة، لكنه ليس بالكاتب المكثر. قصته الطويلة (الإيمان) تشكل إنجازاً قصصياً متميزاً في مسيرة الكتابة القصصية العراقية خلال ثلاثة عقود (العشرينيات-الأربعينيات).


“يعبّر الكاتب في قصته الطويلة هذه عن فلسفته في الحياة ونظرته إليها وهي ملأى بالشر والشياطين، ولكن غير الخالية من الخير والملائكة، وكل ذلك وقصصياً يهرب بطله من الشر للقاء الملائكة ممثّلة بحبيبته الممرضة، ولكن ربما كان ذلك بعد فوات الأوان على أن يُسعد بذلك، إذ يتمكن منه المرض فيموت.” من الملف الخاص عن رواية “الإيمان” القصيرة، لإكرم الوتري، ضمن ملفاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.


“لِمَ سمحَ للخطيئة أن تسكن الأرض، وللشر أن يعبث في الناس فساداً، وللألم أن يبتلي به الإنسان؟ ولِمَ خلق هذا الإنسان النكود؟. وانطلق يريد أن يجد جواب أسئلته في الفلسفة؟ فلم يجد إلا خفقات مفرغة وسخافات؟ ونظر إلى الأدب فألفاه لم يعد إلا كلمات وإلى العلم فلم فلم يروِ غلته.. فعلم أن هذه كلها ليست إلا سفسطات وكلمات فارغة، وتحطمت مثله؟ وذهب عنه إيمانه.. وانطلق يصيح ويستمع إلى صدى صيحاته، ويظل يهيم في الظلمات.” من رواية “الإيمان” القصيرة، لأكرم الوتري، ص24.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *