وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
اعترافات زوجة رجل مهم: ناطق خلوصي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بـأول رواية، في آذار 1967، وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ نشر سلسلة وقفات قصيرة، على حسابي في الفيس بوك، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو من ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات، وهي وفقات بسيطة ولا يمكن أن أدّعي أنها نقدية، خصوصاً أن بعضها قد يعود إلى منتصف السبعينيات حين كنت لما أزل في بداية العشرينيات من عمري. وستكون غالبية وقفاتي وليست جميعها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “اعترافات رجل مهم” (2015)، لناطق خلوصي (ابلد- محافظة صلاح الدين/1937)
ناطق خلوص قاص وروائي نشر خلال المدة الممتدة من نهاية سبعينيات القرن الماضي والوقت الحاضر أكثر من عشر روايات مجموعات قصصية، إلى جانب كتب أخرى نقدية ومترجمة.
مع كثرة الروايات العراقية التي تناولت أو قامت على وقائع عراق ما بعد 2003، نعتقد القليل منها تمثّلت السياسيين المغتربين العائدين إلى العراق، على ظهور الدبابات الأمريكية، كما يُقال، وهذه الرواية عُنيت بهذا وتعاملت مع شخصية من هذه الشخصيات وتبعاً لذلك مع عائلتها، وتحديداً الزوجة، بما يمكن أن نسميه قلماً حساساً غير مندفع نحو التأييد أو الإدانة، حتى مع تحقّق الإدانة ضمناً وصراحةً في النتيجة. من الملف الخاص بالرواية، ضمن ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.
“أطفأت التلفزيون ودخلت غرفة المكتبة: غرفة مليئة، على سعتها، برفوف الكتب. ليس هذا بيتهم ولا تعرف مسكن مَن كان في الأصل. لا تشك في أنه بيت مسؤول كبير لا تعرف عنه شيئاً: ربما يقبع في أحد المعتقلات الآن أو ربما نجا بنفسه وعائلته وفرّ إلى مكان آمن، تاركاً وراءه كل ما يملك. كل ما تعرفه أنهما حين هبطت الطائرة في المطار وجدا سيارة فارهة في انتظارهما جاءت بهما إلى هنا فأصبح هذا بيتهما منذ ذلك الحين، ولعي ما كان قد أثار دهشتها حين صارا في صالة الاستقبال في المطار أنها رأت جنود المارينز يستقبلون زوجها باحترام بالغ ورافق عددٌ منهم السيارة التي أقلتهما إلى هذا البيت، فأدركت أنها زوجة رجل مهم الآن.” من رواية “اعترافات زوجة رجل مهم”، لناطق خلوصي، ص5.