وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
أفول وشروق: خالد الدرة
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً، في آذار 1967، بأول رواية قرأتها وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة جداً، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “أفول وشروق” (1953)، لخالد الدرة (بغداد/ 1909-1996).
خالد الدرة كاتب مقالة، وقاص، وحقوقي. من أعماله: قصّتا “المشعوذ”-1938- و”لقتل الضجر”- 1940- ومجموعتا “طبيعة الاشياء”- 1942- و”في قفص الاتهام”- 1943- وروايات “أفول وشروق”- 1945- و”الامير الشجاع موسى بن ابي غسان- 1941- ومسرحية “جرائم الدخلاء”.
“أحداث الرواية تدور خلال الأيام الأخيرة للدولة العثمانية وبداية صدامها مع الإنكليز، يبالغ الكاتب في تصوير الفساد في الحياة عموماً، ولاسيما حين يصور اندفاع بعض النساء الشهوانيات لصيد الرجال، حتى في الشارع، وغرق الرجال في الجنس، وانحرافاتهم.” من الملف الخاص بالرواية، ضمن ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.
“ولأجل تقريب هذا المعنى من بعض الأذههان أقول بأن المرأة الألمانية مثلاً تقابل نظرات الرجل باحترام، والتركية تقابل نظراته بتعجرف، والفرنسية تقابلها بتحدًّ، والمصرية تقابلها بابتسامة، والإيرانية تقابلها كدمية، والسورية بالتظاهر بقلة الاكتراث، فأما العراقية فتحاول أن تتجاهل نظرات الرجل ما أمكنها، ولكنها تبقى فزعة من هذه النظرات.” من رواية “أفول وشروق”، لخالد الدرة، ص127.