وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
كانت السماء زرقاء: إسماعيل فهد إسماعيل
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، عام 1967، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وهي وفقات بسيطة ولا أدّعي أنها نقدية، خصوصاً أن بعضها قد يعود إلى بداية العشرينيات من عمري، وغالبيتها وليست كلّها ستكون عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “كانت السماء زرقاء” (1970)، لإسماعيل فهد إسماعيل (البصرة/ 1940).
إسماعيل فهد إسماعيل قاص وروائي عراقيّ المولد والنشأة، وكويتيّ الجنسية والمستقر النهائي، ولذا فمن الطبيعي أن يُذكر أحياناً ضمن الأدب العراقي، وتحديداً في أعمال السبعينيات من مسيرته الأدبية، وأنْ يُذكر غالباً ضمن الأدب الكويتي، وتحديداً ما بعد منتصف السبعينيات.
“إن إسماعيل فهد إسماعيل يحقق، في روايته، مدخلاً ينطوي على الكثير من الجدة في الكتابة القصصية والروائية العربية، وبتحقق معظم ذلك من جانبين: الأول الموضوع، ونعني به معالجة قضية الإحباط، السياسي بشكل خاص، الذي أصبح سمة أساساً لواقع الستينيات في الوطن العربي. أما الجانب لثاني فيتمثل بالتقنية التي تركزت في استخدام تيار الوعي، الواضح التأثر بجيمس جويس، وربما بشكل أوضح بوليم فوكنر”. من كتابي “الرواية في العراقي 1965-198- وتأثير الرواية الأمريكية فيها).
حين يسأل الضابط:
“- هل أطاحت بك الثورة أيضاً؟!”
يجيب البطل:
“- لستُ سياسياً.. أنا هارب فقط.
“- ممن؟!
“- من كل شيء”. من رواية “كانت السماء زرقاء”، لإسماعيل فهد إسماعيل، ص20.