عندما اعتذرت عن جائزة نجيب محفوظ

عندما اعتذرت عن جائزة نجيب محفوظ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ميسلون هادي

في العام 2004 أرسلت روايتي “العيون السود” للمشاركة بجائزة نجيب محفوظ، وهي الرواية التي أرخت للحياة البغدادية في فترة التسعينات، ونالت ما نالت من الاهتمام.. حتى أنها كانت قد فازت بجائزة أندية الفتيات في الشارقة، وتعلقت بأذهان القراء في العراق أكثر من باقي رواياتي، بعد عدة شهور من تلك الجائزة وصلني صك بألف دولار، علمت فيما بعد إنه عن فوز روايتي “العيون السود” بجائزة نجيب محفوظ للرواية، وهو مبلغ الجائزة التي تحمل قيمة معنوية أكثر من قيمتها المادية الرمزية، وكان ذلك الصك بمثابة التبليغ الخاص قبل الإعلان الرسمي. وبما إنني كنت قد عرفت عن الجائزة بالصدفة، في وقت كان فيه الانترنت غير شائع الاستعمال في العراق، فإني لم أكن أعلم أن أحد شروطها هو عدم فوز الرواية بجائزة أخرى مماثلة، لهذا بادرت الاتصال بادارة الجائزة واخبرتهم بأن روايتي قد سبق لها الفوز بجائزة أخرى.. فشكروني على أمانتي، وقرروا أن يعيدوا تحكيمها لتذهب إلى مرشح آخر. وبالرغم من كون جائزة أندية الفتيات لا تعد ضمن الجوائز المماثلة أو المنافسة لجائزة نجيب محفوظ، ألا أن إدارة الجائزة لم تظهر المرونة اللازمة مع المعلومة التي استبقتهم إليها. وقد جعلني هذا أشعر بشيء من الحزن، وليس الندم.. كما لامني كثيرون على تلك المكالمة الهاتفية التي حرمتني من الجائزة، وحرمت الرواية من فرص الترجمة والانتشار العربي، وقالوا لي أن الرواية لم تكن لتخالف الشروط حتى لو أنني علمت بها، ولكن هذا لم يكن رأي الدكتور عماد الذي أجابني على الهاتف، وشكرني على التضحية بمثل هذه الجائزة.. ولازلت أحتفظ بصكها الذي لم أصرفه بالطبع.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

النصف الآخر للقمر

ميسلون هادي القادم من المستقبل قد يرى أعمارنا قصيرة، وعقولنا صغيرة، لأنها انشغلت بالصور المتلاحقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *