عبدالله الداوود طقوس الكتابة

أشكرك روائتينا الرائعة على قبول المشاركة .. وهذه أسئلتي المتواضعة :
———————-

= ما الوقت المناسب الذي تختارونه للكتابة، وكم ساعة تكتبون يوميا ؟
* وقت الصباح هو من أكثر الأوقات التي أفضلها للكتابة.. حيث استيقظ مشتاقة لرؤية العالم كما لو كنت أراه للمرة الأولى، وبغداد بالرغم من خرابها تمتلك صفة لا تمتلكها مدن أخرى، وهي كثرة الأطيار في فضائها منذ الفجر وحتى الغروب، ويعود ذلك إلى قربها من مصادر المياه وكثافة الحدائق فيها.. وعندما أستيقظ على زقزقات العصافير وهديل الفواخت أشعر وكأني في قطعة من الجنة، فإذا ما أضفنا إلى ذلك كثرة الاشجار التي تتنتقل بينها الطيور والبلابل والعصافير، فإن البيوت تبدو وكأنها تغني وقت الصباح. أكتب بمعدل عشر ساعات يومياً وهذا الوقت يتوزع بين فترة الصباح وفترة الظهيرة لأني لا أنام القيلولة.


= ما المكان الملائم لكم والذي تفضلونه للكتاب
ة، وهل تغير المكان يؤثر على الرغبة في الكتابة؟

* المكان هو أريكة الجلوس في غرفة الهول.. ولا أغيره إلا فيما ندر.. وفيما مضى كنت لا أستطيع الكتابة مع وجود أصوات أخرى أو لغط من حولي… أما الآن فيمكنني الكتابة بدون وضع نفسي بين قوسين من الصمت.. بل إني أشعر إني أستطيع الانقطاع عما حولي من  الأحاديث أو أصوات التلفزيون أثناء الكتابة، وأحياناً توحي لي تلك المتعلقات الجانبية بأفكار  وصور معينة.

= هل تكتبون بالحاسب أم بالقلم ؟

*أكتب مباشرة بالحاسب منذ خمس سنوات، ولكني قبل ذلك كنت أكتب بالورقة والقلم، وعاندت فترة طويلة من الوقت في تعلم الطباعة على الحاسب، أو فك أسراره وأسرار الإنترنت، وكنت استعين بزوجي وأولادي (أو أتوسل بهم أحياناً) من أجل أن يطبعوا لي مقالة أو قصة قصيرة. أما الآن فاستغرب من موقفي ذاك، لأني أجد الكتابة والمراجعة عن طريق الكيبورد أسهل بكثير، بالإضافة إلى أن الحصول على بعض المعلومات يتم بشكل أسرع عن طريق الدخول على النت، والتأكد من بعض التواريخ أو المعلومات التي أحتاجها للكتابة، وهذا لا يغني طبعاً عن المصادر الأخرى كالكتب والموسوعات والقصاصات التي احتفظ بها في فايلات على الحاسبة من أجل العودة إليها أثناء الكتابة، وهي تتضمن كل ما يخطر على البال من أمثال وأغان وحكايات ووصفات أعشاب ونباتات ومعلومات عن الأرقام والألوان والفضاء والكواكب والفلك وكل شئ يستهويني ويستهوي متطلبات الكتابة الروائية.


= هل موسيقى معينة أو عادة ما تساعدكم على تدفق الكتابة ؟

* لا أفضل الاستماع الى الموسيقى أثناء الكتابة، ولكني أحب التلاوة القرآنية بصوت عبد الباسط عبد الصمد، وأسمعها في كل وقت وحين.


= رواية [حفيد البي بي سي] كم من الوقت استغرق كتابتها ، وهل صَاحَبها طقوس معينة ؟

* استغرقت كتابتها ثلاث سنوات.. وكان عنوانها الأولي الرقيب الوفي.. غيرته إلى حفيد البي بي سي لأن كلمة بيبي بالعراقية تعني الجدة.. ورأيت العنوان ينطوي على مفارقة ساخرة باعتبار إن الرواية بمجملها تنحو نحو التهكم والسخرية.. ولم تصاحبها طقوس معينة سوى البحث المضني عن خفايا تاريخ العراق والعالم العربي، باعتبارها تقدم بانوراما لهذا التاريخ في نصف قرن من الزمان


= هل حدث أن أعدتم كتابة عمل ما لمجرد أنه لم يعجبكم ؟

– هناك قصص لم أنشرها لأنها أشعر إنها لا تمثلني، ولكن فيما يتعلق بالرواية فإني في زمن الكتابة الورقية كنت أبيض الرواية ثلاث مرات قبل أن تكتمل نسختها النهائية، أما الآن فأراجع الفصول المكتوبة كلما فتحت الفايل وقبل الشروع في كتابة فصل جديد، فأضيف وأعدل وأغير ، قبل أن أستمر في الكتابة الجديدة.  في العادة فأنا غالباً ما أبدأ الرواية من سياقها (الأولاني) وعندما أعيد هيكلة الفصول يصعب علي أن أغير في تسلسلها.. وهنا يأتي دور القراءة الأخيرة التي قد تجعل الفصل الأول في مكان آخر.. أوأن أقدم عليه فصلاً آخر لسبب من الأسباب.. وأحياناً أحذف فصلاً بأكمله.. كما حدث مع رواية العيون السود مثلاً. والصعوبة كل الصعوبة، هي أن تعرف ماذا تحذف وأن تكون جريئاً في الحذف.. أي أن تكتب بالشوكة والسكين وتمحو بالمغرفة.. 


= ماذا تشعرون أثناء الكتابة ؟ صراع ؟ أزمة ؟ دوامة ؟ أم يبدو الأمر طبيعيا لكم ؟

 _ أشعر بالشوق للكتابة باستمرار، وكأنني على موعد مع شئ جميل يمنحني الاستمتاع والإكتفاء النفسي .. فالكتابة تهب الكاتب مكافأة فورية هي فرحة الإنجاز.. وكلما أنجزت عملاً لا أشعر بالرغبة بعدم قراءته مرة أخرى كما يقول بعض الكتاب، وإنما يبقى الشوق قائماً لقراءته مرات ومرات وكأنه كون جميل لا أمل من النظر إليه.

 عبد الله الداوود

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

حوار منبر العراق الحر

القاصة والروائية العراقية الكبيرة ميسلون هادي بضيافة مقهى الماسنجر الثقافي منبر العراق الحر15-2-2025 يبقى الشيء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *