وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
في يوم غزير المطر في يوم شديد القيظ: عادل عبد الجبار
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “الحمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “في يوم غزير المطر في يوم شديد القيظ” (1973)، للروائي عادل عبد الجبار (بغداد/ 1937-1891).
عادل عبد الجبار، صحفي معروف اشتغل، بعد عمله مدرساً للغة الإنلكيزية، معظم حياته الوظيفية في جريدة (الثورة)، وهو احد أغزر كتاب أدب الحرب القصصي في الثمانينيات. من أعماله الروائية، إضافة إلى رواية “في يوم غزير المطر في يوم شديد القيظ”، “”عرزال حمد السالمط، و”الرقص على أكتاف الموت”، و”الزمن الصعب”.
“قدّم مجموعة من الشباب الضائعين تشبه، إلى حد ما، شخصيات همنغوي السلبية في “وتشرق الشمس ثانية” التي، عدا رسم هذه الشخصيات ومتابعتها، عنى فيها الكاتب باللغة أكثر من أي عنصر فني آخر. سلوك هذه الشخصيات، حتى في هذا (الضياع)، لا يخلو من الفعل الإيجابي ومن البحث عن الطريق. من كتابي “الرواية في العراق 1965-1980، وتأثير الرواية الأمريكية فيها”.
“في الساعة الخامسة، كان عبد، ورافع، وسليم، ومطكر، وبقية الأصدقاء يجلسون في المقهى الصغير، يحتسون الشاي المعطّر ولا يفكرون في شيء على وجه الخصوص. وفي الخارج كان رياض يسير نحو عائدة، وكان إحسان وشيخان قد ماتا دونما سبب ظاهر، وكانت عائدة تنظر إلى ثوبها الأصفر وتذكر اليوم الغزير المطر، ورياضاً الذي أحبته كما لم يحب إنسان آخر من قبل، بينما ظل الأصدقاء عبد ومطر ورافع وسليم يشربون الشاي المعطر في الساعة الخامسة بالضبط، داخل المقهى الصغير.” من رواية “في يوم غزير المطر في يوم شديد القيظ”، لعادل عبد الجبار، ص202-203.