حوار ميسلون هادي مجلة الجديد

  لقاء ضمن  استطلاع للرأي في مجلة الجديد

*ما الجديد الجمالي والفكري في الرواية التي تكتبها النساء العربيات اليوم واختلافها عن البدايات التي ظهرت مع أجيال الخمسينات والستينات والسبعينات وحتى نهاية عقد الثمانينات من الكاتبات العربيات؟

–  الرواية النسوية كان حضورها متواضعاً  خلال الخمسينات والستينات، ثم انتقلت إلى الحضور الفاعل في السبعينات والثمانينات من خلال تجارب مهمة وفردية للعديد من الروائيات العربيات.. أذكر من العراقيات سميرة المانع ولطفية الدليمي وابتسام عبد الله وعالية ممدوح في روايات مثل (الثنائية اللندنية) و(السابقون اللاحقون) لسميرة المانع و(ليلى والذئب) و(حبات الفتالين) لعالية ممدوح، أما لطفية  الدليمي فصدرت لها أعمال مثل (عالم النساء الوحيدات) و(من يرث الفردوس) و(بذور النار) في الثمانينات، وتبع ذلك (فجر يوم وحشي) و(ممر الى الليل) لابتسام عبد الله.. كل هذ التجارب الروائية في العراق شكلت انعطافة نوعية لافتة، حتى جاءت التسعينات فشكل النتاج الروائي طفرة كمية ونوعية ترسخت بعد الألفينات. أما عن طبيعة الاختلاف عن البدايات فاعتقد ان الكاتبة انتقلت من التعامل مع الذات المنكسرة أو المجروحة إلى الذات الفاعلة،  فانصرفت عن البوح وتدفق المشاعر الذاتية إلى التعامل الفني المحكم مع جميع عناصر السرد.


* هل أسست الرواية النسائية لغتها الخاصة، وهل تعكس وتظهر هذه اللغة اختلافا بينا عن لغة الروائيين، وتلبي بالتالي الخصوصيات التي  تميز حياة النساء ونظرتهن المجتمعية؟

–  المفروض أن لا تحمل رواية المرأة خصائص مختلفة عن تلك التي يكتبها الرجل،  لأن المشترك ما بينهما هو السرد كما يجب أن يكون، مع ذلك فان المرأة ترى العالم بطريقة مختلفة عن الرجل، وتقدم هذا العالم من خلال هويتها كإمرأة، وبهذا عبرت عن همومها المختلفة عن هموم الرجل، وأضرب مثلاً على ذلك بموضوعة الحرب التي أضاءت الكاتبة تداعياتها على المجتمع بعيداً عن جبهات المعارك والخطوط الأمامية للحرب. 


*ما هي طبيعة التطلعات التي تتقاسمها الروائيات وتعبر عنها أعمالهن؟

– هناك نزوع كبير الى التحرر والخروج من تاريخ طويل لثقافة اقصائية لم نسمع خلالها سوى صوت الرجل في مجتمع ذكوري حرمها من أن تكون مشاركة بهذا التاريخ، ومع الأسف بعض الكاتبات واجهت هذا الخطاب الذكوري بطريقة خاطئة وسلبية لأنها ركزت على الأنثوية في خطابها، واستجابت لعقدة القاريء العربي بالتلصص من ثقب الباب على الصورة المحظورة في تجارب المرأة، وهذا مفهوم خاطئ للجرأة، لأن الجرأة تتحقق بطرح موضوع كبير ومهم، لا بتلبية حاجة القارئ العربي المتعطش للمرويات الحسية، خصوصا اذا كان مصدر هذه المرويات هي المرأة نفسها.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

حوار منبر العراق الحر

القاصة والروائية العراقية الكبيرة ميسلون هادي بضيافة مقهى الماسنجر الثقافي منبر العراق الحر15-2-2025 يبقى الشيء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *