جبرا إبراهيم جبرا – صراخ في ليل طويل

جبرا إبراهيم جبرا: صراخ في ليل طويل
ملاحظات
صراخ في ليل طويل، منشورات دار الآداب، بيروت، الطبعة الثانية 1979. (طبعتها الأولى 1955).
هي الرواية الوحيدة التي ربما كتبها جبرا قبل استقراره في العراق، ومع هذا هي منشورة . يقول هو نفسه: “لا أرى مشكلة في دراسة أعمالي ضمن الأدب العراقي وضمن الأدب الفلسطيني، معاً. المهم أنني أنتجت كل أعمالي التي أريد لها البقاء في بغداد، منذ 1948 حتى الآن– فيما عدا اللهم “صراخ في ليل طويل”. وعندما تتأمل فيما كتبتُ ستجد أن فلسطين والعراق متداخلان دائماً”().
نشر جبرا روايته الأولى “صراخ في ليل طويل” سنة 1955، معالجاً فيها موضوعاً مختلفاً في الكثير من تفصيلاته عن موضوعات أعماله التالية. فمع أنه يبدأ، في العمل نفسه، تناول الشريحة الاجتماعية التي ستبقى دائماً أحد أعمدة الرواية التي يكتبها، نعني فئة (المثقفين)، فإننا لا نجد في البطل مثقفاً واقعياً نابعاً من أرضية مألوفة تجعل القارئ يتحسس وجوده الحقيقي وهو يقرأ الرواية، كما سيحصل عملياً في الأعمال الأخرى. الجانب الآخر الذي من الممكن أن ينطوي على نواة ركيزة ستكون ضمن الركائز التي يشيد عليها الكاتب رواياته الأخرى من حيث البناء والمضمون، هي الزمن الذي هو، على وجه التخصيص الماضي. ومع ظهور الماضي واضحاً في “صراخ في ليل طويل” فإنه يختلط، في علاقته بالشخصيات، بالرمز، مما لا مجال للتفصيل فيه هنا. المرأة أحد اهتمامات جبرا طوال مسيرته الإبداعية، وهي هنا من البداية تمثل محوراً. ومن ناحية تمثّلها وتقديمها يبدو وكأنه هنا وفي قصصه ورواياته متأثر بالسينما، ولاسيما الغربية، ولكن بالرواية الغربية أيضاً، كما سنراه في عموم أعماله ملتقياً بدي إيتش لورنس أو متأثراً به إلى حد كبير
للجنس دلالات تتكرر أحياناً وتختلف أحياناً أخرى: الحياة، الفعل، الحاضر وغيرها. كما قد يربط الجسد بالتقدم الآلي، ص77.
تميز لغة جبرا من البدايات التي تمثلها هذه الرواية ومجموعته القصصية “عرق وقصص أخرى”، كما ستتعزز في أعماله التالية، وكثيراً ما تميل إلى الشعرية، ولكن مع شيء من الخطابة والإلقاء.
في الكثير من مقاصلها تميل الرواية إلى أن تكون رواية أفكار.
سرد تقليدي مع بعض التحديث، ولاسيما في طريقة ومكانة استخدام الفلاش باك.
تحضر الطفولة، وواضح أنها من طفولة المؤلف نفسه في فلسطين، ص40.
التباين ما بين القرية والمدينة.
النضج المبكر للكاتب.
التأثر الواضح بالرواية الغربية.
يميل إلى استخدام الأسماء غير المألوفة أو على الأقل غير المنتشرة كثيراً وغير الشعبية للشخصيات.
الزمن مهم وتحديداً الماضي، وأكثر ما يتمثل حضوراً في البحث عن نسب عائلة، وفي حياة البطل حيث يكون أقرب إلى الأسير إلى الماضي متثّلاً ببيت العائلة، ولكنه يتحرر في النهاية بالحضار متمثلاً بشخصية (أرزكان)، ويرفض الماضي متمثّلاً بـ(سمية) التي يرفضها حين تأتيه.
رومانتيكية النفس.
حضور الرمز: الشخصيات وأسماؤها، المطر، المرأة، الجنس.
شخصيات:
أمين: فلسطيني مثقف. يتعامل مع الماضي أكثر من تعامله مع الحاضر، مع أن الحاضر يسحبه في النهاية.
سمية: زوجة (أمين) التي يتعرف عليها حين يحاصرهما المطر خارج المدينة. تهرب منه فتمثل في حاضر الرواية ماضيه الذي يعود إليه، قبل أن يتركه ليلتحق في النهاية بالحاضر الذي تمثله (رزكان).
: أم (سمية)، تحلم بزوج غني لابنتها.
: أبو (سمية)، صاحب متجر، يعمل فيه أمين بعض الوقت.
: والد (أمين)، ديّن وربما يمثل، في الرواية، الدين.
عنايت: عانس من عائلة ذات مجد مضى، وهي تتشبث فيه، وتطلب من (أمين) أن يؤرخ لعائلتها.
رزكان: أخت (نايت) تكاد تكون هي الأخرى عانساً، ولكنها أصغر أختها. جنسية جداً، تعيش حاضرها وتريد القضاء على الماضي، وتقنع (أمين) بذلك في النهاية.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

دراسة عن دروب وحشية

تشكلات البناء السردي في رواية دروب وحشية للناقد نجم عبد الله كاظم أنفال_كاظم جريدة اوروك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *