جئت متأخراً

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


جئت متأخراً: علي الحديثي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً، في آذار 1967، بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة جداً عبارة عن ملاحظة واحدة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “جئت متأخراً” (2016)، لعلي الحديثي (1968).


علي الحديثي من روائيي السنوات الأخيرة، وهو في هذا ربما جاء الكتابة الروائية متأخراً، ولكنه جاءها، برأيي قوياً، خصوصاً بأسلوبه الأخاذ، غير المستغني عن الذاتية العذبة التي ربما تكون من تجربته السابقة مع الشعر. له أشعار وروايات وقصص قصيرة.


على قصرها تتراوح الرواية ما بين الواقعية، عبر استرجاع الماضي بكل تجاربه التي عادةً ما يبقى الكثير منها ينط علينا في أية لحظة، والوجودية وربما الفلسفية اللتين لا تتعارضان مع الواقعية. وفي الحالين لا يبتعد الحب عن الشخصية سواء ما كان منه حدثاً فاعلاً في الحاضر، أو حدثاً ماضياً يناجي الشخصية أو تناجيه، أو فكرةً لا تكاد تبتعد عن كلام الشخصية وفعلها وعلاقاتها. من الملف الخاص بالرواية، ضمن ملفاتي عن الروايات المدروسة.


“أنت قلتَ إنها أقوى منك.. أليس هذا اعترافاً منك بالجبن والضعف؟ اترك أفكارك جانباً واذهب إليها، مع الحب كل الأفكار تموت.. الحب فوق كل الأفكار.. اسمعها نصيحة مني، أنا أكبر منك سنّاً وأكثر خبرة. عندما يتعارض أمران أحدهما الحب، فاختر الحب، فدونه كل شيء يموت.” من رواية “جئت متأخراً”، لعلي الحديثي، ص61.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *