النسوي ، والنسائي ، والأنثوي

النسوي ، والنسائي ، والأنثوي
محاولة لفكّ الاشتباك

أ د. نجم عبدالله كاظم
أستاذ النقد والأدب المقارن والحديث
كلية الآداب – جامعة بغداد
تنويه أولي
بداية يجب أن نشير إلى أن العنوان الرئيس لمقالنا مقتبس بشكل شبه كامل من عنوان دراسة طويلة قمنا بترجمتها مؤخراً، وهي (الأنثوي، النسوي، النسائي)- حسب ترجمتنا بالطبع- بقلم الكاتبة الأنثوية النرويجية الشهيرة توريل موي Toril Moi. أما العنوان الثانوي (محاولة لفك الاشتباك) فيرد ما يشبهه في ثنايا تلك الدراسة. والإشارة الأخيرة تعني أن الاضطراب وعدم الدقة والاشتباك بين المفردات أو التسميات أو المصطلحات موجودة كلها في اللغات الغربية قبل العربية.

إشكاليات مصطلحات المرأة والأدب
القول الأخير بوجود الاضطراب وعدم الدقة والاشتباك في اللغات الغربية، لا يُلغي بالتأكيد صحة القول بأنه كان للاقتباس والترجمة إلى العربية أن زاد من هذا ليقترب من أن يصير عربياً اضطراباً وفوضى في الفهم وفي تحديد المصطلحات واستخدامها وفي عدم التفريق فيما بينها وتداخل الحقول. وكان من الطبيعي أن يتحول هذا كله إلى إشكالية أو معظلة يواجهها كل من يتصدى لدراسة المرأة ونقد إبداعها وموضوعاتها ومتعلقاتها في الأدب والنقد وربما الثقافة عموماً تأليفاً ونقداً وموضوعات ووجهات نظر. بعبارة أخرى، إذا كان مثل هذا موجوداً أصلاً في الغرب، فقد كان من الطبيعي أن ينجر، ولكن مع تداعيات وإفرازات مضافة، إلى العربية، بسبب عوامل عديدة لعل أهمها ما يأتي:
oأولاً: كون الحقل المعني هنا، على الأقل في أطروحاته الجديدة، غربياً وليس عربياً أصلاً.
oثانياً: الترجمة من اللغات الأخرى، ولاسيما الإنكليزية والفرنسية وما يرافقها من إشكاليات، ويترتب عليها من دقة وعدمها، واختلافات يسببها اختلاف طبيعة كل لغة عن طبيعة أية لغة أخرى، وما يترتب على ذلك من اختلافات في المفردة والاشتقاق وطرق التعبير وصياغة المصطلحات.
oثالثاً: اختلاف الثقافات وما تفرضه من اختلاف فهم ورؤى لمختلف الأمور والسلوكيات والقيم والعلاقات.
oرابعاً: وتعلقاً بهذا تأتي في موضوعنا المرأة، كياناً وقضيةً، في الثقافات المختلفة، خصوصاً الغربية من جهة والعربية من جهة أخرى،
oخامساً: وتعلقاً بما سبق أيضاً، تبرز الهيمنة المستمرة، مع انحسارها ولكن الطفيف، للأبوية/ الباترياركية على المجتمعات العربية والإسلامية.
هذه العومل وغيرها، ولاسيما العامل الأخير، كثيراً ما قاد ويقود إلى إشكاليات للباحثين قبل القراء، حين يعالجون ما يتعلق بالمرأة ثقافياً وإبداعياً ونقدياً. وهو ما كنا نلحظه حين نترجم بعض ما يتعلق بهذا من الإنكليزية إلى العربية، وحين نكتب فيه نقدياً وبحثياً، وتشكّل واضحاً أكثر من ذي قبل حين قمنا مؤخراً بترجمة الدراسة المذكورة سابقاً عن (النسوية والأنثوية)- وليعفني القارئ باستخدام المصطلحين مؤقتاً. فلعل أكثر ما يبرز وجهاً لهذه الإشكاليات هو تعددية المصطلحات وتداخلها وعدم وضوحها، أو على الأقل عدم الاستقرار على دلالة كل منها واستخدامها في الكتابات الأدبية والنقدية، وأبرزها: النسوي والنسوية، والنسائي والنسائية، والأنثوي والأنثوية.
من هنا يأتي مقالنا هذا لنبين رأينا الذي هو حصيلة ترجمةٍ وكتابةٍ في (الحقل) أو (الحقول) ذات الصلة خلال ما يقارب الخمس عشرة سنة، مضافاً إليها قضاء سنتين مؤخراً في إحدى الجامعات البريطانية، صادف أن تم خلالها طرحُ كورس لطلبة الدراسات العليا عن الجنوسة (الجندر) وتهيأ لنا الاطلاع على بعض مواده. وإذ نزعم أن مقالنا القصير هذا يحاول أن يزيل بعض غموض الحقل ويفك الاشتباكات ما بين المصطلحات والدلالات والاستخدامات، وبالضبط كما حاولت توريل موي نفسها أن تفعله في اللغة الإنكليزية في دراستها السابقة، فإننا لن ندّعي أننا بالضرورة سنكون أصحاب الرأي الصائب وغيرنا- ممن نختلف معهم أو سيختلفون معنا- هم أصحاب آراء خاطئة.

الحقل، والفروع، والحدود
لأن الإشكالية الرئيسة تكمن في المصطلحات واستخدامها لما يُراد لها أن تعبر عنه، أكثر منها في الحقول أو فروع الحقل المعني ذاتها- ثقافة المرأة وأدبها ونقدها- فإن اقتحامها أو لنقل البدء بها مباشرة يضعنا في لب المشكلة والإشكالية بحيث قد لا نستطيع أن نخرج منهما، أو نعجز عن إقناع الآخرين، مختلفين أو متفقين معنا، بها. وعليه نرى أن نبدأ بتحديد فروع الحقل المعنية ووضع الحدود فيما بينها- متى ما كان ذلك ممكناً- وهو ما نعتقد سيكون أيسر وأكثر مدعاةً للاتفاق، خصوصاً وأنه سيضعنا وسط بيئة عربية ولغة عربية وممارسات عربية، وبالتالي هو لن يقحمنا في المصطلحات، لنبحث لها بعد ذلك ما ينطبق عليها من المفردات أو التسميات أو المصطلحات التي هي موجودة أصلاً. فالوصول إلى اتفاق أو شبه اتفاق على هذا الحقل أو فروعه سيقودنا، إذن، إلى وضع اليد على أي من تلك الكلمات أو التسميات أو (المصطحات) العربية أكثر تعبيراً أو دقة في هذا التعبير عن كل منها، وفقاً لمعانيها المعجمية واستخداماتها في العربية. وسنخلص بعد ذلك إلى مقابلة كل كلمة أو تسمية أو مصطلح لما نرى أنه يلتقي معه أو يبدو مقابلاً له من المصطلحات الإنكليزية، التي نفترض أنها- إلى جانب الفرنسية- المصدر الرئيس لنقدنا ومصطلحاتنا الحديثة.
تعلقاً بالمرأة وما يرتبط بها ثقافياً وفنياً وأدبياً ونقدياً، نعتقد أنها تتوزع، خصوصاً حين نتكلم عن تناولنا لها، على فروع الحقل الثلاثة الآتية:
1)نتاجات المرأة وأفعالها وسلوكياتها وإنجازاتها وعموم نشاطاتها.
2)خصائصها البايولوجية، وربما الاجتماعية والثقافية، وشؤونها القائمة عليها أو المتعلقة بها جسداً وجنساً وحاجات.
3)وجهة نظرها أو وجهة النظر التي تمثلها، سواء أجاءت من امرأة أم رجل، التي تقوم على أساس كامل مساواتها مع الرجل، وعلى مناهضة الهيمنة الذكورية أو الأبوية/ الباترياركية، خصوصاً كما صار ما يسمى بالجنوسة (الجندر) Gender اسماً لعلم اجتماعي جديد يقوم بالنظر إلى الرجل والمرأة بغض النظر عن جنس كل منهما.
والآن، وفي ضوء أنّ عندنا ثلاث تسميات أو مصطلحات هي (النسوي والنسوية)، و(النسائي والنسائية)، و(الأنثوي والأنثوية)، دعونا نرى، ووفقاً لتسلسل فروع الحقل الذي نتكلم، أيَّ تسمية أو مصطلح هي أو هو الأنسب لأيٍّ من هذه الفروع، استناداً لمعاني كلمات هذه التسميات اللغوية، ودلالتها الأكثر استقراراً، واستخداماتها الأكثر علاقة بتداوليتها.
بدءاً بالمجال الأول (نتاجات المرأة وأفعالها وسلوكياتها وإنجازاتها وعموم نشاطاتها)، معروف جداً أننا نسمي كل نتاجات المرأة وسلوكياتها وإنجازاتها وعموم نشاطاتها بالنسوي والنسوية، مع الاستثناء القليل جداً الذي تُستخدم فيه النسائية أو الأنثوية. فنعني بالفعل النسوي فعل المرأة أو النساء، وبالحركة النسوية حركة المرأة أو النساء، وبالنشاط النسوي نشاط المرأة أو النساء. وهكذا صح أن تُسمى حركات المرأة للتحرر بالحركات النسوية، وهو شائع جداً بالطبع، وفي النتيجة وتعلقاً بما يعنينا أكثر، تكون الرواية النسوية الرواية التي تكتبها المرأة، والشعر النسوي الشعر الذي تقوله المرأة. وصح وفقاً لذلك أن نقول النقد النسوي ونعني به النقد الذي تمارسه ناقدات، وإن قلّ هذا وذلك لانعدام خصوصيةٍ للمرأة الناقدة تجعلها مختلفة عن الرجل الناقد غالباً.
انتقالاً إلى المجال الثاني (خصائص المرأة البايولوجية، وربما الاجتماعية والثقافية، وما يتعلق بها جسداً وجنساً وحاجات)، معروف أيضاً أننا نسمي خصائص المرأة وشؤونها ومتعلقاتها وحاجاتها، سواء المتعلق بها جنساً أو كياناً له خصائص بايولوجية مختلفة، النسائي والنسائية، فنقول الخصائص البايولوجية النسائية، فالحمل والولادة والعادة الشهرية هي نسائية وليست أنثوية أو نسوية، وتبعاً لذلك كان التخصص الطبي المعني بصحة المرأة وأمراضها نسائياً ونسائية، وكان هناك الجناح الطبي أو العلاجي النسائي في المستشفيات، بل إن الكثير من الميادين التي تنقسم ما بين الرجل والمرأة تُسمى أقساماً أو أجنحةً رجالية وأخرى نسائية، وندر أن نقول: قسم أو جناح نسوي، وربما لم يرد جناح أنثوي. ويتبع هذا الكثير من المجالات والأجنحة والميادين التي تُعنى بالمرأة وشؤونها أو تقدم خدماتها لها أو تستجيب لمتطلباتها، إذ صارت نسائية، وليست نسوية أو أنثوية إلا في النادر، فوجدنا الملابس النسائية، والأجنحة النسائية، والاستعلامات النسائية.. إلخ. وهكذا تكون موضوعات المرأة وشؤونها وهمومها في الأعمال الأدبية والفنية موضوعات نسائية.
وإذ لم يبق أمامنا غير الحقل أو الفرع الأخير من الحقل (وجهة نظر المرأة أو التي تمثلها، وتدعو، في ظل دخول مصطلح الجندر أو الجنوسة والحركات النسوية، إلى النظر إليها على قدم المساواة مع الرجل، وإلى تحرّرها من هيمنة الرجل في ظل الثقافة الأبوية/ الباترياركية)، نكون أمام تسمية أو مصطلح واحد متبقٍّ، هو (الأنثوي والأنثوية). والمهم الذي يكاد هذا الفرع أو المجال يختلف فيه، بدرجة أو بأخرى، عن الفرعين أو المجالين السابقين، أن وجهة النظر هذه إذ تأتي من نساء غالباً، فإنها صارت في العقدين أو الثلاثة الأخيرة كثيراً ما تأتي من رجال ايضاً. ولأن التطابق يبدو- لنا على الأقل- مقنعاً ما بين (النسوي والنسوية) والمجال أو الفرع الأول، وما بين (النسائي والنسائية) والمجال أو الفرع الثاني، يكون التطابق- مرة أخرى لنا على الأقل- متحققاً بوصفه تحصيلَ حاصلٍ، بين (الأنثوي والأنثوية) والمجال أو الفرع الثالث.

الفروع ومصطلحاتها
وفي انتقاء ما يقابل كلاًّ من هذه التسميات أو الصياغات الاصطلاحية العربية، في اللغة الإنكليزية وأدبها ونقدها، وبالرجوع إلى دراسة موي المهمة السابقة، نجد أنفسنا أمام مَهمّة سهُلتْ بعض الشيء لوضع كل واحدة منها إزاء مصطلح مقابلٍ في اللغة الإنكليزية ومعجميها اللغوي والنقدي نزعم أنه دقيق. فما يقابل التسمية أو الصياغة الاصطلاحية الأولى (النسوي والنسوية) هو female and femaleness إذ تعني أو تدل، عند موي، على ما تنتجه المرأة. فالكتابة النسوية female writing هي كتابة المرأة، كما تقول، وبمعزل عن طبيعة هذه الكتابة وموضوعاتها ووجهات النظر التي تنطلق منها أو تمثلها. وما يقابل التسمية أو الصياغة الاصطلاحية الثانية (النسائي والنسائية) هو feminine and femininity وتعني أو تدل على الخصائص البايلوجية، إضافة إلى “مجموعة خصائص محددة ثقافياً”، على حد رأي المعادين للباترياريكية، كما تقول موي، وما يلحق بذلك أو يترتب عليه من متعلقات المرأة. فما يقابل الموضوعات النسائية هوfeminine subjects وهي التي تدور حول المرأة. وفي الأعمال الأدبية والفنية هي التي تدور عن المرأة بمعزل عن جنس كتّابها وعن وجهات نظرهم وعن أساليب معالجتهم لها. أما ما يقابل التسمية الثالثة (الأنثوي والأنثوية) فهو feminist and feminism وتعني، على حد موي، وجهة النظر المعبرة “عن دعم أهداف حركة النساء الجديدة التي ظهرت نهاية الستينيات” من القرن الماضي، وقالت بالمساواة وعدم التفرقة على أساس الجنس وبمناهضة الهيمنة الذكورية أو الأبوية/ الباترياركية.
وهكذا ووفقاً لمحاولتنا فكَّ الاشتباك والتفريق بين الكلمات أو التسميات التي صارت الآن مصطلحات في الاستخدام الأدبي والنقدي العربي، يكون (الأدب النسوي) female literature هو الأدب الذي تكتبه نساء. فروايات غادة السمان وأحلام مستغانمي وميسلون هادي، وشعر نازك الملائكة وفدوى طوقان وبشرى البستاني، وقصص لطفية الدليمي وسلوى بكر وعالية ممدوح كلها من الأدب النسوي، لأن مبدعاتها نساء. وقد يكون بعضه فقط (نسائياً)، وتحديداً حين يعالج أو يتعامل مع المرأة وشؤون المرأة، كما هو حال بعض كتابات السمان ومستغانمي. وقد يكون بعضه فقط (أنثوياً)، وتحديداً حين يمثل وجهة نظر تناهض الأبوية/ الباترياركية وتقول بالضد من قيمها، كما هو حال بعض أعمال لطفية الدليمي وميسلون هادي وسلوى بكر.
أما (الأدب النسائي) feminine literature، فهو الذي يقدم أو يعالج أو يتعامل مع المرأة وشؤونها وقضاياها وهمومها وعوالمها، بغض النظر عن كون مبدعيه نساءً أو رجالاً. فالكثير من أشعار نزار قباني وسعاد الصباح، وعدد من روايات أحلام مستغانمي، وبعض روايات وقصص عبد الرحمن مجيد الربيعي وعبد الستار ناصر هي من الأدب النسائي، لأنها تدور عن المرأة وقد تكون المرأة محورها، وقد يخاطبها قارئةً. وهو كما نرى ليس بالضرورة (نسوياً)، أي مكتوباً من نساء، كما ليس هو بالضرورة (أنثوياً)، أي مقدَّماً من وجهة النظر الأنثوية التي بيّناها، بل، كما تقول روزاليند كاويرد Rosalind Coward، “إنه لَمِنْ غير الممكن تماماً القول إن للكتابات المتمحورة حول المرأة علاقة بالضرورة بالأنثوية”.
أما (الأدب الأنثوي) feminist literature، وبمعزل عن تمحورهِ أو عدم تمحوره حول المرأة، وعن كون كُتّابه نساءً أو رجالاً- فهو الذي يُقدَّم أو يعالِج أو يتعامل مع موضوعاته من وجهة النظر الأنثوية التي شرحناها والتي تقول بالمساواة وبرفض قمع الرجل وهيمنته وبمناهضة الأبوية/ الباترياركية. ومن هذا المنطلق، ولأننا لا نزال أسرى تراثنا وتراكم تقاليدنا وهيمنة قيمنا ومثلنا الشرقية والإسلامية، ربما قليلٌ ما نجد في الأدب العربي ما ينتمي إلى (الأدب الأنثوي)، لكن بما يعني ضمناً أنه موجود بحجم ما، كما هو حال بعض شعر الزهاوي وربما جميع كتابات نوال السعداوي، وبعض روايات وقصص جبرا إبراهيم جبرا وهند أبو شعر وسميحة خريس وبرهان الخطيب ولطفية الدليمي وميسلون هادي وعالية ممدوح وهيفاء زنكنه وسميرة المانع، والقليل من أشعار نزار قباني.

نتيجـة
انتقالاً إلى النقد، ووفقاً لذلك كله، يكون (النقد النسوي) female criticism هو نقد الناقدات للأعمال الأدبية، وقلّ، إنْ لم نقل ندر جداً، مثل هذا، وعليه تقتصر إشارتنا إليه هنا على الجانب النظري، ببساطة لأنه ليس هناك ما يميز الناقدة بسبب كونها امرأة عن الناقد بسبب كونه رجلاً. كما لم يرد إطلاقاً، على ما نظن، أنْ كان هناك ما يمكن أن يُسمى (نقداً نسائياً) فعلاً، ببساطة أخرى لأن ليس هناك من اتجاه او تيار نقدي يكون همه الالتفات أو العناية بالموضوعات النسائية ونقدها. ولكن هناك بالتأكيد (نقد أنثوي)، بل هو مركز الحقل الذي نعالجه وفروعه في مقالنا هذا، وتبعاً لذلك هناك منهج- وربما ضمناً مناهج ومقتربات نقدية أنثوية. وتحديده هو النقد الذي ينطلق، في تعامله مع الأدب والأديب، من وجهة النظر التي تدعو أو على الأقل تؤمن، في ظل دخول مصطلح (الجندر) وثقافة الجندر، بتحرير المرأة والنظر إليها على قدم المساواة مع الرجل، وبمناهضة هيمنة الرجل وقمعه لها، ويقف في الضد من النظرة الرجولية أو الذكورية أو الأبوية/ الباترياركية. ويغلب على نقاد هذا المنهج ومقترباته، ولا سيما في النقد العربي، أنهم من النساء، كما هو إلى حد كبير حال نوال السعداوي وفاطمة المرنيسي، وإلى حد ما بعض مقتربات اعتدال عثمان ويمنى العيد وبديعة أمين وخالدة سعيد ووجدان الصائغ. ولكن القول بهذه الغلبة للناقدات على النقاد يعني ضمناً وجود نقاد يتبنون، كلياً أو جزئياً، هذا المنهج أو بعض مقترباته مثل جورج طرابيشي وجبرا إبراهيم جبرا وغالي شكري وحسين سرمك وشكري عزيز الماضي، وأخيراً قد نكون محقين بإضافة اسمنا إليهم.

والآن، لكي تتجسد التسميات أو المصطلحات الثلاثة جميعاً، في ضوء سعينا لفك الاشتباك فيما بينها وتحديد دلالة دقيقة لكل منها تختلف عن تلك التي للمصطلحين الآخرَين، نحاول أن نفعل هذا من خلال سياق أو نص واحد وبالشكل الآتي:
ظهرت الحركة النسوية بنتاجاتها السياسية والفكرية والأدبية على أيدي النساء قبل أن ينضم إليها بعض الرجال، لتدعو إلى تعامل خاص وجديد مع المرأة ومع القضايا النسائية الاجتماعية والجنسية والسياسية والفكرية ومنها كما تظهر في النتاج الفني والأدبي، الأمر الذي أفرز النظرة الأنثوية المعادية للنظرة الباترياريكة/ الأبوية التي يهيمن عليها الرجل ونظرته الذكورية. وأكثر ما دعت إليه هذه النظرة هو المساواة ما بين الرجل والمرأة، وعدم اتخاذ جنس صاحب/ أو صاحبة أي نتاج معياراً في التعامل مع ذلك النتاج. وتعلّقاً بالأدب والنقد، ظهر النقد الأنثوي، الذي صار الناقد أو الناقدة يتبنى فيه هذه النظرة في تعاملهما مع النتاج الأدبي نسوياً كان- أي تُنتجه المرأة- أم غير نسوي، ويُعنى بالقضايا والموضوعات النسائية، أم بغيرها، وفي كل ذلك قد يرصد النقد الأنثوي في ذلك النتاج ما يعبر عن وجهة نظر أنثوية وما يعبّر عن وجهة نظر غير أنثوية، أي باترياركية. 

إشكاليات التكافؤ الوظيفي عند ترجمة وثائق الأحوال الشخصية:
قانون الأسرة المغربي أنموذجًا
د. عبد الرحمن السليمان
الجمعية الدولية لمترجمي العربية
http://www.atinternational.org/forums/showthread.php?t=9030

“يقصد بالتكافؤ الوظيفي (functional equivalence) في علم الترجمة العام “العلاقة المتجانسة بين القيم التواصلية للنص الأصل والنص الهدف، وكذلك بين الكلمات والجمل والتعابير الاصطلاحية والأبنية النحوية”.
ــــــــــــــــــــــــ
والتكافؤ: “إيجاد معادل تعبيري لمفردة أو مصطلح في لغة الهدف تكون له نفس قيمة أو وظيفة المفردة أو ذلك المصطلح في لغة المصدر”.
د. حسن سرحان: مشاكل الترجمة الأدبية وصعوباتها.. قصة (المانيكان) للكاتب الفرنسي ألن روب-غرييه مثالاً”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حين تُستخدم تعبيرات أو تسميات أو مصطلحات عدة لشيء واحد:
-الرواية النسائية العربية، د. سعيد يقطين، مجلة الأقلام، ع3، بغداد، 1998، ص18.
-الشرط الاجتماعي وقصور الوعي في الرواية النسوية العربية: نزيه أبو نضال
حين يُستخدم تعبير واحد ليعني أشياء متعددة:
-“أنثوية تتقصد جماليات الأنثى بوصفها عالماً قابلاً للرصد والتأمل والتأويل باحثة عن مكامن الجمال المحض، والجمال المجتلب من دون أن تنظر إلى المرأة على أنها كائن إنساني له ما يمايزه من الآخرين”. فاضل عبود التميمي: إضاءات سريدة، ص67.
-تيارات الحركة الأنثوية وتأثرها بالمدارس الفلسفية. في كتاب:
الجندر ، النشأة- المدلول- الأثر: كاميليا حلمي محمد ومثنى أمين الكردستاني، جمعية العفاف الحديثة، عمّان، 2004.
-“إن أدب المرأة، أو الأدب الذي تكتبه المرأة، حتى لو لم يكن نسوياً، فلا بد من أن يحتوي بشكل أو بآخر، قدراً من النسوية بوصفه يكتب الذات ابتداءً. فعندما تكتب الذات، لا بد أن تظهر بشكل ما قدراً من ذاتيتها، سواء أكانت ذكورية أم أنثوية، وعليه فإن الأدب النسوي هو جزء من حركة نسوية موجهة لتغيير علاقات القوة والسلطة القائمة بين الرجل والنساء”. ص86. الكلام للدكتورة رفقة دودين من حوار عزيزة علي معها في كتاب:

حين يُستخدم أكثر من مصطلح في مكان واحد للدلالة على المدلول الواحد:
-الشرط الاجتماعي وقصور الوعي في الرواية النسوية العربية: نزيه أبو نضال، ملتقى الإبداع النسائي الأول، المركز الثقافي الملكي، عمّان، 1997، ص2.
حين يُجمع أكثر من دلالة في مصطلح واحد:
-“… النسوية، أي الأدب الذي تكتبه المرأة بخصائص تؤكد إنسانيتها، وفاعليتها، لأن الأنثوية صفة مجردة من حدود التحليل، والابتكار، والإبداع يبتعدها الرجل مقرونة بشهوانية فاضحة، أما النسوية، أو الأدب النسوي فهو مفهوم يتعلق بنشاط المرأة، وعلاقاتها في إنتاج الأدب، والفن، ودفاعها عن حقوقها في المساواة، والعدالة الاجتماعية، وتأكيد ذاتها المبدعة”. فاضل عبود التميمي: إضاءات سردية، ص67.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"ولا بد للأدب النسوي من أن يحمل صفة النسوية عبر ثلاثة مؤشرات وهي (اللغة... إدراك الجسد والجنس... والتجربة"*. ففي ما يتعلق باللغة، تؤكد بعض الباحثات من أن ثمة لغة أنثوية خاصة، سواء عبر توظيف هذه اللغة أم عبر استخدامها، إذ تقول فرجينيا وولف (إنها تؤمن بوجود جملة نسائية بصورة معترف بها في هيكلها وأسلوبها وكونها فردية/ص26 بصورة كبيرة)**... أما المسألة الثانية التي تتعلق بإدراك الجسد والجنس، فتنطلق من دعوة هيلين سيكسوس النساء إلى وضع أجسادهن في كتاباتهن***- على حد تعبيرها- وهذا يعني أن صفة النسوية تتمثل في عدّ مجال (تمثيل جسد المرأة كموضوع قابل للتأمل/ص27... ويمكن اعتباره قضية أساسية)****، ولا ذلك الطرح المكشوف للجسد في العمل الأدب على الرغم من وجوده في بعض الأعمال الأدبية، لكن هناك كاتبات يرفضن هذا الطرح، لأن ذلك برأيهم يُقلل وينتقص من كيانهن ويجعل نصهن مبتذلاً... أما المسألة الأخيرة التي تتعلق بالتجربة، ونعني بها (تلك التجارب التي تخوضها المرأة بحكم طبيعتها كامرأة، إذا أن المرأة في هذه الحالة تكون أقدر على تصوير جوانب هذه التجربة بحكم معرفتها الحميمة والخاصة بها)*****، ذلك لأنه (مهما بلغ الرجل من تصوير واقع/ ص28 المرأة، فإنه لا يستطيع تصوير الدهاليز المعتمة لنفسية المأرة التي لم يتوصل إليها رجل بعد)******. إذن تبقى المرأة- في بعض تجاربها- هي الأقدر على التعبير عمّا يخصها.

*) الرواية النسائية العربية، د. سعيد يقطين، مجلة الأقلام، ع3، بغداد، 1998، ص18.
**) دفاعاً عن التاريخ الأدبي النسوي: جانيت تود، ترجمة ريهام حسين، ص33.
***) ينظر: النظرية الأدبية المعاصرة: رامان سلدن، ترجمة: سعيد الغانمي، ص209.
****) النسوية وما بعد النسوية: سارة جامبل، ترجمة: أحمد الشامي، ص1.
*****) الرواية النسوية في الأدب العراقي 1991-2001، دراسة في البنية السردية: خالدة حسن خضير، أطروحة دكتوراه، جامعة بغداد، كلية التربية (ابن رشد)، 2006.
******) النظريات النسوية: ملتقى الإبداع النسائي الأول، المركز الثقافي الملكي، عمّان، 1997، ص5.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجندر ، النشأة- المدلول- الأثر: كاميليا حلمي محمد ومثنى أمين الكردستاني، جمعية العفاف الحديثة، عمّان، 2004.
الأنثوية الراديكالية أو النوعية: “… وقد اتسمت بعدم الواقعية، والبعد عن التدرج، والانحياز والمفرط للمرأة دون النظر إلى السياق الاجتمعاعي، والمصالح التي هي فوق الرجل وفوق المرأة أيضاً. وقد طالبت بتغيير جذري في مجموع علاقات الجنسين داخل الأسرة وفي المجتمع على حد سواء بزوال السلطة الابوية واستئصالها، وصولاً إلى المساواة المطلقة وسياد علاقات النوع في المجتمع أو ما يسمى Genderization Society”. ص10.
-لقد تأثرت الحركات النسوية والنظرية الأنثوية التي أفرزتها بحركات وفلسفات ومفاهيم كثيرة منها: الليبرالية، والشيوعية، والوجودية، والراديكالية، والعبثية، والتشكيكية، والجنسانية وغيرها.
المراحل التي مرت بها الحركة النسوية العربية، وضمن ذلك، وإن بحدود، الرؤية الأنثوية، بمراحل ثلاث أو أربع، فكانت:
-المرحة الأولى: وكان ذلك في عصر النهضة- النصف الثاني من القرن التاسع عشر- وما شهده من اتصال مباشر أول في العصر الحديث بالغرب، وتحديداً أوربا، وكان ذلك على يد المثقفين العرب الدارسية هناك. وأبرز ما طالبت به الحركة للمرأة حينذاك: حق التعلم، وحق العمل، والحرية والاختلاط. وكان أبرز أعلامها: رفاعة الطهطاوي، وأحمد فارس السدياق، وفرح أنطون.
-المرحلة الثانية: وامتدت ما بين نهايات القرن التاسع عشر وحتى ما بعد الحرب العالمية الثانية، وكان ذلك في ظل تعزز العلاقة بالغرب ولاسيما أوروبا وازداد التعلم وحركة التعليم وازدياد حركات التأليف والترجمة والطباعة والنشر. واقترنت بداية هذه المرحلة بظهور كتب مثل (المرأة في الشرق)- 1894- لمرقص فهمي، و(المرأة الجديدة)- 1900- لقاسم أمين، وقد مثلا إلى جانب كتب وكتابات أخرى صراحة المواجهة مع القيم والمعتقدات الدينية والاجتماعية التقليدة والمتوارثة. وأهم المطالبات التي ارتفعت في هذه المرحلة المطالبة بالمساواة الكاملة في التعليم والسياسة والميراث، والمطالبة بتجديد قوانين الأحوال الشخصية. كما شهدت المرحلة تأسيس العديد من الاتحادات النسوية، والثورة على الحجاب. ومن أبرز كتاب ومفكري هذه المرحلة، إلى جانب مرقص فهمي وقاسم أمين، هدى شعراوي وأمينة السعيد ومصطفى أمين.
-المرحلة الثالثة: وتبدأ من بعد الحرب العالمية الثانية وحتى نهايات القرن العشرين، وأبرز معالمه ازدياد الأحزاب التي تدعو إلى المساواة ولاسيما الماركسية واليسارية عموماً. وصارت الحركات النسوية معالم مألوفة في هذه المرحلة، كما شهدت المرحلة ظهور كتب لعبت دوراً في تقوية الحركة النسوية، مثل (الجنس الآخر) لسيمون بوفاري، كما ظهرت أعلام نسوية عربية فاعلة في هذا المجال مثل فاطمة المرنيسي، ونوال السعداوي، وهشام شرابي، وأحلام مستغانمي. وقد ازدات بشكل كبير مراكز الدرسات الخاصة بالمرأة، وصارت دراسات (الجنوسة) أو الجندر محل عناية غير عادية في الجامعات وفي تلك المراكز وعناوين لمؤتمرات كثيرة جداً.

انظر: ص45-50
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أبكر التعريفات العربية الدقيقة، وإن غير الشاملة، لـ(الأنثوية) ولكن بمسمى (النسوية):
“عُرفت النسوية أنها وعي المرأة لاضطهادها كأنثى ضعيفة وتابعة، إنها ثورة المرأة على اضطهادها كجنس ثان متدن تجاه الجنس الأول- الذكر- وكما أن الثورات لا تولد عادة إلا نتيجة الوعي بالظلم والقهر والاستلاب، فإن هذا الوعي هو الذي أضاء الكرة الأرضية من أقصاها إلى أقصاها…”- ص31.
نهى سمارة: المرأة العربية نظرة وتفائلة، دار المراة العربية، بيروت، 1993.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صنع الله إبراهيم: التجربة الأنثوية، دار الثقافة الجديدة، القاهرة، 1994.
خ: يكتسب كتاب صنع الله إبراهيم “التجربة الأنثوية” أهمية كبيرة عندنا كونه أحد أوائل الدراسات التي ظهرت بالعربية عن الكتابة النسوية، وعن (الأنثوية) إن لم يكن الأول، على الأقل كتاباً. لكن ما ينقص ريادته، إن كان من نقص، أنه لم يتناول التجربة الإبداعية النسوية والأنثوية العربية. لقد تناول الكتاب، بعد مقدمة مهمة، أحد عشر عملاً نسوياً غربياً غالبها روايات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لولا هذا الخلط لما اضطرت ناقدة مثل الدكتورة سهام جبار مثلاً إلى القول:
-“يعمد هذا الموضوع إلى شجب فكرة حصر كل كتابة تأتي بها الكاتبة على أنها الأدب النسوي”- ص6.
-د. سهام جبار: الكاتبة في مدار النقد، الموسوعة الثقافية (54)، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 2008. من موضوع “بعيداً عن قفص النسوية قريباً من حرية الاختلاف”:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ظل الاضطراب والتشوش والتشويش- إن كان هناك تشويش- والخلط والتداخل والاشتباك، يكون مفهوماً تساؤلات الناقدة العراقية الدكتورة وجدان الصائع الآتية:
“أنْ افترض وجود نقد انثوي عربي يعتمد بالضرورة على وجود أدب انثوي عربي. وحضور الأدب الانثوي أمر لا ريب فيه لا سيما أن الساحة الأدبية شهدت اسماء شاعرات لامعات وكاتبات في مجال القصة القصيرة والرواية والمسرحية بحيث لا يمكن ان نطرح سؤالاً من نمط هل هناك أدب انثوي عربي؟. ولكن المسألة مختلفة تماماً مع النقد الانثوي العربي فهل يمكن الجزم بحضور متميز له؟. والمنطلق الثاني: يقوم على ضرورة تحديد المقصود بالنقد الانثوي. فهل هو المتابعة النقدية التي تكتبها امرأة عن نتاج ابداعي لامرأة أخرى؟ لاشك في أن شيئاً من هذا اذا ما حصل فانه لا يمكن ان يخرج من دائرة النقد الانثوي بيد ان تساؤلاً آخر يفرض نفسه ترى اذا ما كتبت ناقدة عن اعمال ابداعية كتبها الرجل كما فعلت نازك الملائكة حين كتبت عن الشاعر علي محمود طه كتاباً نشرته تحت عنوان الصومعة والشرفة الحمراء. فهل يدخل هذا في مجال النقد الانثوي؟ واذا ماكتب رجل نقداًعن نتاج ابداعي انثوي فهل يعد هذا نقداً انثوياً؟”.
“ويبدو أن النقد الانثوي الاوروبي ظهر بادىء ذي بدء بفعل دخول النساء بمختلف طبقاتهن واجناسهن الى مجالات العمل العامة، مما أتاح للمرأة فرص الاشتراك في أنشطة لا حصر لها. ولا سيما مجالات الكتابة الابداعية كالصحافة والتأليف”.
خ: ومع المحاولة المخلصة من الدكتورة وجدان الصائغ، فإننا نُفاجأ في نهاية مقالها بما يُفصح عن عدم الوصول إلى أي ضفاف، فتقول:
“واذا كان ولابد من خلاصة تقال بشأن النقد الانثوي العربي فانه وفي هذا الحين لا يبدو أن له كياناً محدداً وملامح ثابتة بيد أنه يمكن أن يتشكل ويفرض ذاته في المستقبل القريب. ان ثمة من الظواهر ما ترهص بمثل هذا النقد لاسيما وأننا في مفتتح قرن جديد قد تتجلى فيه أعمال ابداعية انثوية عالية المستوى من شأنها أن تنفذ الى دقائق حياة المرأة باقتدار ومن ثم يمهد هذا لنقد انثوي عربي ذي وجود رصين”.
وجدان الصائع: هل هناك نقد أنثوي عربي؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Oxford Dictionary:
female:
Relating to or characteristic of women or female animals: a female audience.

Feminist:
Relating to or supporting feminism.
Feminism
feminism
The advocacy of women’s rights on the ground of the equality of the sexes.
The issue of rights for women first became prominent during the French and American revolutions in the late 18th century. In Britain it was not until the emergence of the suffragette movement in the late 19th century that there was significant political change. A ‘second wave’ of feminism arose in the 1960s, with an emphasis on unity and sisterhood; seminal figures included Betty Friedan and Germaine Greer.
Feminine:
Having qualities or an appearance traditionally associated with women, especially delicacy and prettiness:the snowdrops gave a feminine touch to the table
Relating to women; female: he enjoys feminine company
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-النسوي والنسوية: الحركة النسوية، الرياضة النسوية، كرة القدم النسوية، الموجات النسوية في الغرب، منظمات نسوية،
-النسائي والنسائية: تعاملت مع القضايا النسائية وغيرها،
-الأنثوي والأنثوية: انطلاقاً من رؤية أنثوية،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحد أكثر الكلام اضطراباً فيما يخص ما تكتبه المرأة وما يتناول الأدب الذي تكتبه المرأة وما يدور حول المرأة قول الدكتور وجيه المرسي:
يُقصد بهذا المصطلح النقد الذي يتناول الأدب النسوي، ذلك الأدب الذي يؤكد وجود إبداع نسائي وآخر ذكوري، لكل منهما هويته وملامحه الخاصة وعلاقته بجذور ثقافة المبدع وموروثه الاجتماعي والثقافي وتجاربه الخاصة من نفسية وفكرية، تؤثر في فهمه للعالم من حوله والمرحلة التاريخية التي بعيشها، وقد يتسع مفهوم الأدب النسوي ليشمل الأدب الذي يكتبه الذكور عن المرأة من أجل أن تتلقاه المرأة، وكل أدب يعبر عن نظر المرأة لذاتها، أو نظرتها للرجل وعلاقتها به، أو يهتم بالتعبير عن تجارب المرأة اليومية والجسدية، ومطالبها الذاتية فهو أدب نسوي.
أما النقد النسوي فهو كل نقد يهتم بدراسة تاريخ المرأة، وتأكيد اختلافها عن القوالب التقليدية التي توضع من أجل إقصاء المرأة، وتهميش دورها في الإبداع، ويهتم إلى جانب ذلك بمتابعة دورها في إغناء العطاء الأدبي، والبحث في الخصائص الجمالية والبنائية واللغوية في هذا العطاء.
إن المرأة حين تتحدث عن موضوعات خاصة بها تتمتع بقدرة أكبر على تصويرها، لكونها ترى الأشياء رؤية مختلفة عن الرجل، وهذا محتاج إلى قراءة قادرة على تمييز الجوانب التي لم يكن الناقد معنياً أصلاً بملاحظتها، لذا لابد من أن يُقرأ هذا الأدب قراءة نسوية، قراءة متحررة من تحكم الرجل في الخطاب والمصطلح النقدي، متحررة من الخطاب النسوي السائد الذي لخصته روبين لاكوف بالصفات الثلاثة: الضعف والتردد والتركيز على المبتذل والتافه.
· ويمكن تحديد مميزات هذا المنهج في النقاط التالية:
· التركيز على عالم المرأة الداخلي بما في ذلك الأمور الشخصية والعاطفية، وتجلية هذا الجانب من خلال القراءة النقدية لأعمال المرأة في الرواية والقصة خاصة.
· اكتشاف التاريخ الأدبي الموروث عن المرأة، وهو الذي همشته الأعمال السابقة بفضل الهيمنة المزعومة للأدباء و المؤرخين من الذكور على هذا المجال من البحث.
· السعي المستمر لتحديد سمات خاصة بلغة المرأة والأسلوب الأنثوي، وما فيه من صور مجازية، وخيالية، وذلك كله من خلال التأمل الموصول في الأعمال التي تبدعها المرأة سواء أكانت هذه الأعمال قديمة أم معاصرة.
· السعي لفرض نموذج على الدراسات النقدية، يلغي الفروق بين الذكر والأنثى فيما يسمى الجنسوية.
النقد النسوي: موقع الدكتور وجيه المرسي أبو لبن. 29/5/2011
http://kenanaonline.com/wageehelmorssi

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعندنا أن الدكتور عبدالله إبراهيم ربما من القلائل الذين فرقوا ما بين النسوي والأنثوي، حين تكلم، في كتابه (السرد النسوي: الثقافة الأبوية، الهوية الأنثوية، والجسد) ، “وذلك عبر ثلاثة محاور أساسية شكلت المكونات الفاعلة في بلورة الهوية السردية النسوية، وهي الثقافة الأبوية والهوية الأنثوية والجسد.وانطلاقاً من الكشف عن تلك المكونات وتعبيراتها، تتحدد عنده مسارات البحث في الوقوف على خلفيات الفكر النسوي وأطروحاته وسجالاته مع الفكر الأبوي، إضافة إلى الكشف عن تجلياته في مجالات الثقافة الإنسانية. لكنه عندنا يقترب ولا يصل من وضع اليد على دلالة المصطلحات جميعاً والتفريق بينها، بل هو يعود ليقع في مطب حين “يطالب الناقد بضرورة التفريق بين كتابة النساء والكتابة النسوية؛ لأن الكتابة الأولى تبتعد في رؤيتها التي تقدمها عن فرضية الرؤية الأنثوية للعالم وللذات الأنثوية، ما يجعلها أقرب إلى كتابة الرجال في موضوعاتها، في حين أن الكتابة الثانية تنزع إلى تناول موضوع المرأة من داخل رؤيتها إلى العالم والذات، وفي إطار الفكر النسوي وفرضياته وتصوراته وتطلعاته إلى بلورة مفهوم أنثوي من داخل الكتابة السردية”.
والغريب أنه يعود في بعض كتابه ليضع اليد على التفريق الضروري ما بين النسوية التي نختلف معه في فهمها كونها عندنا كل ما تكتبه المرأة أو النساء، والأنثوية، فبرأيه: “لم تتشكل سمات الكتابة الأنثوية خارج شروط تكونها فهي، كما يراها، قد عملت على الكشف عن الأسباب الكامنة وراء التحيز ضدَّ النساء والمستمد من فرضيات الفكر الأبوي. من هنا، جاءت دعوة الفكر النسوي إلى كتابة أنثوية تكون المرأة مركزها وهذا يستدعي بالطبع إيجاد لغة خاصة في تمثيل نفسها وعالمها لكن تلك الكتابة لم تقتصر في شواغلها على الذات الأنثوية بل تجاوزتها إلى العمل على زحزحة الهيمنة الذكورية الكامنة في الثنائيات الضدّية السائدة”.
مفيد نجم: السرد النسوي من الثنائية الضدية للفكر الأبوي إلى الرؤية الأنثوية للعالم والذات. جريدة الاتحاد، بغداد، 5/7/2012.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والآن نقول هذا ونحن متأكدون إننا إذ نجد اليوم الاستخدام خلاف هذا الذي يبدو لنا حلاً، فإننا لنعتقد أن مثل هذا الاستخدام المخالف، حتى ممن سيقتنع بحلنا، سبقى يرد في التعامل مع المفردات بوصفها مفردات عادية، بل حتى بوصفها مصطلحات. ولكننا نسأل وما المصطلحات التي لم يحدث معها مثل هذا؟

Images of Women, p19:

Images of Women, p20:

المفارقة غير اللطيفة والمعيبة وربما المخزية، برأينا للرجل ولتاريخ الرجل مع المرأة، أن هذه الصفات المترسخة السلبية في الأصل للأنثى قد صارت عبر التاريخ، لا ملازمة لها بل صارت تُستخدم من الرجال، بل من النساء أنسهن أيضاً، بوصفها مدحاً أو ثناءً
Images of Women, p205:

Images of Women, p265:

Images of Women, p239:

ـــــــــــــــــ
إشكاليات التكافؤ الوظيفي عند ترجمة وثائق الأحوال الشخصية:
قانون الأسرة المغربي أنموذجًا
د. عبد الرحمن السليمان
الجمعية الدولية لمترجمي العربية
http://www.atinternational.org/forums/showthread.php?t=9030

“يقصد بالتكافؤ الوظيفي (functional equivalence) في علم الترجمة العام “العلاقة المتجانسة بين القيم التواصلية للنص الأصل والنص الهدف، وكذلك بين الكلمات والجمل والتعابير الاصطلاحية والأبنية النحوية”.
ــــــــــــــــــــــــ
والتكافؤ: “إيجاد معادل تعبيري لمفردة أو مصطلح في لغة الهدف تكون له نفس قيمة أو وظيفة المفردة أو ذلك المصطلح في لغة المصدر”.
د. حسن سرحان: مشاكل الترجمة الأدبية وصعوباتها.. قصة (المانيكان) للكاتب الفرنسي ألن روب-غرييه مثالاً”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ماذا عن (رواية المرأة) إذا أردنا بها الرواية التي تكتبها المرأة؟ هي مربكة وتختلط بعدة مفاهيم وتصنيفات لتزيد الاضطراب اضطراباً، ولعل أوضح مثل على ذلك اختلاطها في هذه الحالة بتصنيف الروايات موضوعاً، كأن نقول: رواية الأرض، ورواية المدينة، ورواية الحرب، ورواية الريف، ورواية المرأة.

إدورد سعيد:
الأنثوي الذي يكتبه الرجل أو المرأة
النسوي: الذي تكتبه النساء

ولهذا يأتي عنوان دراسة، تفرق ما بين رواية المرأة أو الرواية النسوية والأنثوية: هل روايات المرأة روايات أثنوية؟

نسوة جمع مرأة قلة
نساء جمع مراة جمع كثرة، وهو في الوقت نفسه جمع نسوة

لا يمكن وغير مقبول صياغة أي مصطلح ومن ثم فهم دلالته فهماً تاماً ودقيقاً بدون الانطلاق من المعنى اللغوية للكلمة أو الكلمات المكونة له
مع أن هناك وجهات نظر مختلفة تجاه مصطلحات النسوية والنسائية والأنثوية، ولا يمكن لأحد أن يجزم بأيّ منها هو الصحيح، ولكني لم أسمع أو لأقل، تحرّياً للدقة، نادراً ما سمعت من يعلل تفضيله هذا المصطلح على ذاك وتفضيل دلالة أي مصطلح منها على دلالة أو دلالات غيرها، ومن هنا يأتي اجتهادي هذا لأحاول التفريق والتفضيل مع التحليل والتعليل، ومع كل هذا لن أجازف بالقول الجازم بأن رأيي هو الصحيح، ولهذا سميت ما أفعله اجتهاداً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في حساب على الفيس تحت عنوان: بيان المعاني في القرآن الكريم/ للبحث عن هذا التخريج في مصدر
الفرق بين النساء والنسوة في لغة القران الكريم.
● كلمة “نسوة” جمع قلة أي تدل على عدد قليل،
● بينما نساء هي جمع “نسوة”
فلو أردت جمع كلمة “نسوة” فإنك تجمعها على نساء،
فنسوة تدل على القلة، ونساء تدل على الكثرة
● لقد ورد جمع النساء في غالبية القران الكريم ..
وهو عندما يكون الخطاب عاما لجميع النساء .
● أما جمع (النسوة) فقد جاء فقط في موردين في سورة يوسف.
وهو خطاب يتحدث عن مجموعة صغيره من النساء
وليس جميعهن ..
● ومادام قد أتى فقط في هذه السورة فهو يشير إذن الى حقيقة أخرى الى هذه النسوة حيث أنهن ارتبط ذكرهن ب(زليخا)وهذه المراه هي سيدة ذات شان اجتماعي خاص حيث أنها زوجة لعزيز مصر فبالتأكيد ان تكون النساء الذين تعرفهم ولها علاقة بهن يكونن من نفس طبقتها فهن صاحبات شان في عصرهن ..
● فلذا جاء الجمع ب(النسوة ) وليس نساء فاللاتي لامنّ زليخا على فعلتها لسن من عامة النساء بل اللاتي هنّ في مقامها. وهن مجموعة محدودة أو قليلة العدد ..
● والأمر الآخر ان الآية :
(وقال نسوة في المدينة) جاءت بالتنكير فأذن هن لسن كباقي النساء بل هن نساء خاصات فلو قال بالتعريف اي (النسوة) فيكون ذلك شاملا لجميع نساء المدينة وهذا مالا يلائم الحدث والمقام لان الحدث على مستوى النساء الخاصات ..
لذلك فالجمع ب(النساء) غير منسجم مع طبيعة الموضوع وشخوصه.
ولهذا عرّفهن في المرحلة الثانية لأنهن أصبحن معلومات لدى الطبقة الحاكمة :
(قال ارجع الى ربك فأسأله مابال النسوة اللاتي قطعن ايديهن ان ربي بكيدهن عليم ).
● الأمر الثالث جاء في الآية (قال نسوة) فلم يؤنث الفعل فيقول (قالت نسوة) ..
وذلك لإظهار وإبراز مقامهن وأنهن ذوات جاه ونفوذ لربما أكثر من رجالهن كما هو واضح من الآيات الخاصة بالموضوع ..
وان حكم زليخا بسجن يوسف عليه السلام كان نافذا رغم انكشاف كذبها بالدليل القاطع ..
ورغم اتضاح الحقيقة لدى عزيز مصر إلا انه استجاب الى رغبة زوجته زليخا وأودعه السجن وهذا يشير الى ان نفوذها وسطوتها وأمرها راجح على أمر زوجها فهي ليست كونها زوجة العزيز فقط بل ان لها سلطة اكبر من سلطته ..
فإذا كان حال هذه المرأة الأولى في السلطة وزوجة العزيز فما بالك إذن بأزواج وزراءه وحاشيته.
لهذا فان جمع (النسوة) جاء مناسبا مع الموضوع والمقام.
وأما جمع النساء فيأتي في القران الكريم مشيرا الى النساء بصورة عامة….

في التعامل مع المرأة وآدابها، يكون لدينا فعلها، وخصوصياتها، ووجهة نظرها
الفعل: فعل نسوي: رياضة، حركة، نشاط…
الخاصية أو الخصوصية (ما يتعلّق بها): خاصية نسائية: طب، أمراض، ملابس ، دورة، حمل.
الرأي أو وجهة النظر: أنثوي: تعبير، وجهة نظر…

-لهذا نقول مجلة نسائية ولا نقول أبداً نسوية حين نعني بها التي تُعنى بشؤون المرأة وخصوصياتها.
-وماذا يمكن أن نصف قصيدة لنزار قباني إذا كانت، كما هو شان العديد لديه، تُعنى بمفردات المرأة؟ لن نقول نسوية ولا أنثوية بل نسائية.
-وماذا نصف موضوعات تتعلق بالمرأة، بغض النظر عن متناولها رجلاً كان أم امرأة؟ قطعاً سنقول موضوعا نسائية.
-ماذا نسمي الرواية التي تكتبها امراة تقليدية بل سلفية تؤمن بثانوية المرأة مقارنة بالرجل؟
-ماذا نقول إذا أردنا نقدم رسالة ماجستير أو اطروحة دكتوراه عن موضوعات المرأة
-نقول برنامج نسائي تلفزيوني أو إذاعي نسائي ولا نقول نسوي، لأنه يُعنى بشؤون المرأة وخصوصياتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فزوجات النبي (ص) هنّ مجموعة (نسوة) من نساء المسلمين، لأنهن هنا قلّة فاستعملنا هذه الصيغة كونهن قليلات، ولكن حين يكون الكلام عنهن جميعاً نقول (نساء) النبي فاستعمنا هذه الصيغة لأنها تدل على الكثرة والكلام هنا هو عن جميع زوجات النبي وسنستعمل الصيغة حتى إذا أردنا أكثر زوجاته. أما لو أُريد بضع قليل من زوجاته فسنقول (نسوة) من نسائه. تماماً كما ورد في القرآن الكريم حول نسوة من المدينة في سورة (يوسف).
معنى القلة ليس واحدة أو اثنتان أو نحو ذلك، بل قلة من المجموع الكلي، فقد تكون القلة مئات الآلاف من مليار امرأة. وجمع الكثرة لا يعني أن يكون العدد مليوناً أو نحوه مثلاً، بل أن يعني جميع النساء أو غالبيتهن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرواية النسوية:
تعلّقا بالظواهر التي رصدناها على رواية المرحلة، لعل الرواية النسوية، وقد تعرضنا لها ضمناً فيما سبق، تصير في هذه المرحلة ظاهرة في الرواية العراقية، الأمر الذي سجعل من الضروري التوقف عندها هنا. وبدايةً يبرز التساؤل الآتي، ونحن إزاء تسميات أو مصطلحات مختلفة لهذه الكتابة الروائية: لماذا لفظة (النسوية) تحديدًا، وليس (النسائية) كما شاء البعض أن يسمّيها؟ ولأننا لا نعني هنا التشابك الذي لا بد أن ينثار، إن لم يفرض نفسه، في تناول هذه الرواية نقديًا وفكريًا وربما حتى فلسفيًا، بل نعني التشابك بين لفظة/ المصطلح (النسوية) المختارة لتكون دالة على ما نريد أن نطلق عليه مصطلحًا، نعني الرواية التي تكتبها المرأة، وألفاظ أخرى عديدة، أهمها (النسائية) و(الأثنوية)، فكان لا بد من المرور بهذه الألفاظ الثلاثة من جهة، وبما نراها تدل عليه أصلاً من جهة أخرى. ففي وضع مصطلح ليدل على شيء ما محدّد، من المهم أو الأهم تحقيق الدقة في صياغته، باختيار اللفظة أو الألفاظ القادرة على تقديم الدلالة المطلوبة، أي انطلاقًا من الصلة ما بين (معنى) هذه اللفظة المختارة، كما هو معروف معجميًا واستخدامًا، و(الدلالة) المراد أن تكون لها اصطلاحاً، انطباقًا على ما هو مراد أن تكون له، وإلا لن يكون من جواب على السؤال المنطقي: (لماذا نختار هذه اللفظة لا غيرها؟). والآن تعلقًا بالمرأة، نعتقد أن المدلولات المتعلقة بها إنساناً أو مخلوقاً، كما ربما بغيرها، تتوزع على ما يأتي:
فعل: ونعني به نتاجات المرأة وأفعالها وسلوكياتها وإنجازاتها وعموم نشاطاتها، ومعروف أن الكلمة المستخدمة معها هي (نسوي/ نسوية)، فنقول نشاطًا نسويًا ورياضةً نسويةً ونضالًا نسويًّا، وتبعاً لذك وتمشياً معه نقول حركةً نسويةً أي التي تقوم بها المرأة، وكتابةً نسويةً أي التي تكتبها المرأة، ومنها الرواية النسوية العربية. وما يعزّز موقفنا هنا من لفظة (نسوي) أنها نسبة إلى (نسوة) التي هي في اللغة، وكما جاءت دلالتها في القرآن الكريم، جمع قلة، مما يناسب أن تُطلق على ما يخص نخبة فقط من النساء، ونعني هنا الكاتبات.
موضوع وخصائص: ونعني بهما خصائص المرأة البايولوجية، وربما الاجتماعية، والثقافية، وشؤونها الخاصة أو المتعلقة بها جسدًا وجنسًا وحاجات، والكلمة المستخمة معها (نسائي/ نسائية) فنقول جسدًا نسائيًا وطبًّا نسائيًا وملابس نسائية والدورة الشهرية نسائية وموضوعات نسائية ومجلّات نسائية، وتبعاً لذلك ونمشياً معه نقول نصًّا نسائيًا وقصيدةً نسائيةً وشعرًا نسائيًا، ونعني النص الذي يدور عن موضوعات المرأة وشؤون المرأة، كما هو حال الكثير من قصائد نزار قباني. وما يعزّز موقفنا هنا من لفظة (نسائي) أنها نسبة إلى (نساء) التي هي في اللغة، وكما جاءت دلالتها في القرآن الكريم، جمع كثرة وغالباً ما يعني جميع النساء، مما يناسب أن تُطلق على كل النساء أو غالبيتهن العظمى، مهما اختلفن فيما بينهن سماتٍ وخصائص وسلوكيات وقياماً بأفعال أو عدم قيام بها وكتابةً وإبداعاً.
رؤية أو وجهة نظر: ونعني وجهة نظر المرأة أو وجهة النظر التي تُنسب إليها أو تُمثلها، سواء أجاءت من امرأة أم رجل، وهي التي تقوم تنظر إلى المرأة على أساس كامل مساواتها مع الرجل، وعلى مناهضة الهيمنة الذكورية أو الأبوية/ الباترياركية، خصوصًا كما صار ضمن ما يُسمّى بالجنوسة (الجندر) Gender، العلم الاجتماعي الجديد. وهنا لم يبق لدينا من الألفاظ غير (أنثوي/ أنثوية)، فلماذا لا نقول رؤية أنثوية ووجهة نظر أنثوية ورأي أنثوي، وتبعاً لذلك كتابة أنثوية ونقد أنثوي، وليس رؤية نسوية أو نسائية، ووجهة نظر نسوية أو نسائية، ورأي نسوي أو نسائي، وتبعاً لذلك كتابة نسوية أو نسائية، ونقد نسوي أو نسائي([1]).
والآن، وبرأيي، أن أكثر ما خرج عن الاستعمال اللغوي، من المصطلحات السابقة، كونه جاء بدون ضرورة أو مبرر، كما لم يكن، برأيي، ملائمًا بل شاذاً إن لم نقل قبيحاً في مرجعية استخدام اللفظة لغوياً، هو لفظة (نسائي/ نسائية) كما سعى بعض الكتاب والباحثين لترسيخه دلالةً على اتجاه بعينه، ببساطة لافتراق كبير، من البدء، بين الاستخدام اللغوي للفظة وما أريد لها أن تكونه من مصطلح. وهكذا اعتمدنا مصطلح أو تسمية (الرواية النسوية) دلالة على الرواية التي تكتبها المرأة، بمعزل عن خصائصها ومواصفاتها.
ــــــــــــــــــــ

ولا يقلل من مثل أهمية هكذا توجه ما نلاحظه، في هذا الشأن، من رفضِ عددٍ ليس بالهين من النقاد والدارسين لهذا (التصنيف)، لأنهم غالبًا ما يتوهمون بأن الإقرار بوجوده يعني بالضرورة أن يكون هناك، في مقابل أدب نسوي وكتابة نسوية، أدب رجالي وكتابة رجالية- أي ما يكتبه الرجال- وهذا برأيي خطأ، بل هناك أدب يكتبه الرجال والنساء، وهناك أدب تكتبه النساء، فعلى هذا المستوى، لا يعني وجود أدب حرب، مثلاً، أن يكون هناك بالضرورة أدب سلام، ولا يعني وجود أدب مهمشين أن يكون هناك أدب غير مهمشين، ولا يعني أن نقول أدب المغتربين يعني بالضرورة وجود أدب غير المغتربين.. وهكذا.


[1]) يُنظر د. نجم عبد الله كاظم: النسوي والنسائي والأنثوي، محاولة لفكّ الاشتباك، مجلة (أنانا)، ع5، كانون 2 وشباط وآذار 2013، 27-30.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

دراسة عن دروب وحشية

تشكلات البناء السردي في رواية دروب وحشية للناقد نجم عبد الله كاظم أنفال_كاظم جريدة اوروك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *