رواية ((العيون السود)) لـ ((ميسلون هادي)) 6/18/2012
جريدة الدستور العراقية
الجزء الثاني
حمدي مخلف الحديثي
ومن خلال هذا المقطع أعطت الروائية صورة عن مثنى : أنه يحاول التقرب منها لكنه مشاكس وساخر وثقيل الظل..-* (طبق الأصل) ص117-143 بمقاطع (4):المقطع (1):بيت آخر من بيوت الجيران، حيوات أخرى، وهموم، وماضٍ مؤلم والجدة مع الشقيقات اشجان، افنان، جنان..تسأل اشجان عن نوم جدتها وتجيب جنان بنعم. وتدخل أفنان متسائلة: “ أما تزال الكهرباء مقطوعة”. ويعود الجواب” نعم..ويمامة معهم.. جنان صاحبة العيادة التي قررت اليوم عدم الذهاب اليها بسبب ما عندها من أعمال في البيت.وذات يوم قالت الخالة ليمامة” كيف تترددين على بيت البنات؟.ووالد البنات ميت، الأم تزوجت من رجلٍ آخر،..أيكون هذا الزواج معادلاً لزواج والد مثنى واخوانه بعد وفاة الوالدة؟شيء ملفت للنظر.معادلتان هما:الأولى/ بيت مثنى واخوانه، ولا شقيقة عندهم، وزواج الوالد بعد وفاة الزوجة وهجر أولاده.الثانية/ بيت البنات.. زواج الوالدة من زوج آخر وهجرها البنات بعد وفاة الوالد..لكن الحياة بين العائلتين مختلفتين من حيث الهموم وطرق المعيشة.. وصخب ليلي في بيت مثنى يقابله صخب ليلي في بيت البنات، لكن مع الإختلاف، الصخب الاول بسبب العمل والصخب الثاني نتيجة موسيقى ورقص البنات في بيتهن..والنتيجة واحدة، هي التأثير على الجيران خصوصاً بيت يمامة.. والخالة تكره البيتين..لقطات حياتية ممتلئة بالأسرار وضعتها الروائية أمام القارئ قائلة من خلال هذا: لا يوجد بيت إلا وفيه بعض المعوقات الحياتية والمشاكل. ولكن هناك اختلاف في السلوك الإنساني بين البيتين.. سلوك الشباب يختلف عن سلوك الشابات وإذا وقع أي خطأ له علاقة بالأخلاق في أي بيت حتماً يختلف عن البيت الآخر.. الشباب قليلو المحاسبة إجتماعياً والبنات اكثر محاسبة من قبل الآخرين.. هذا هو واقعنا الإجتماعي وعاداتنا وتقاليدنا.وهنا ظهور جمال (كإسم) من خلال سؤال يمامة لجنان عنه، جمال الذي تنتظره جنان منذ عشر سنوات رغم أنه لم يكن خطيبها، لكنهما وقعا في الحب منذ الصغر.جمال أسير الحرب العراقية الإيرانية الذي لم تصل منه رسالة لاكثر من سنتين لأهله..وقبل نهاية المقطع تقرر جنان الذهاب الى العيادة بعد أن كانت رافضة..“ يجب أن أذهب.. ما شأن المرضى بأنقطاع الكهرباء في منزلي”.المقطع (2):لمياء صاحبة القطط، ويمامة تعرفها، لكن ليست معرفة صداقة.. تظهر الآن وتدخل بيت هنوه الذي لا أحد فيه غير زوج هنوه، وتساور يمامة الشكوك..فهل هي ابنة العم الذي أحبها زوج (هنوه) ولكنها تزوجت من غيره وبقيت عنده علاقة سرية معها..وهل حقاً أن سبب زواجه من الراقصة (هنوه) كان بسبب عدم زواجه من ابنة العم؟وفجأة يعلو رنين جرس باب أهل يمامة.. فتفتح الخالة الباب لتجد إمرأة وتعود الخالة الى يمامة قائلة:” وحدة الله يستر عليها وعيلنا.. تقول انها ابنة هنوه”.وحوار بين الجميع في الصالة وتكشف المرأة ذات الثلاثين من العمر أنها (حياة) ابنة هنوة.وقبل أن تحكي حياة قصتها رغبت بمعرفة بيت والدتها وتعرف أنه البيت المقابل لبيت يمامة وتشرح حياة أنها شاهدت لافتة نعي موت هنوة قرب ساحة الأردن.. وعن حياتها الماضية قالت حياة كنا في القطار أنا وأمي وأبي ، قادمين من البصرة وفي الطريق (بمحطة توقف القطار) ترجل والدي بحجة ما وما أن تحرك القطار لوح لنا بالوداع.. وبعد غياب الوالد لفترة حصلت الوالدة على الطلاق وتزوجت من رجل آخر وهو زوجها الحالي، وأنا قامت جدتي لأبي..وتنقطع أخبار والدة حياة ولا تتصل بإبنتها أبداً بعد أن تزوجت..ووالد حياة بعد زمن تعرف أنه دخل السجن بسبب سطو مسلح وحكم عليه بأعوام طويلة وهو في سجن أبي غريب وسوف يُطلق سراحه خلال هذا العام..وفي ختام المقطع تذهب يمامة مع حياة الى بيت هنوه..المقطع (3):دخول أم عمر زوجة كاظم بيت يمامة والخالة. وحوار عن اللوحة مع حسن، ومرض أبو عمر، وعن والد يمامة الذي كان شيوعياً وعن موت الزعيم عبدالكريم.وكتبت الروائية في مقطعها هذا الكثير من الآيات القرآنية الكريمة وعن شهر رمضان..المقطع (4):إستغراب أهل الزقاق عن “كيف تسكن حياة مع زوج أمها في بيت واحد”.الكشف أن البيت بإسم الوالدة وتريد حياة المحافظة على حصتها من الإرث وحصولها على الذهب. وظهور مريم وزوجها نجيب عندما ذهبت اليهما الخالة طالبة من نجيب التدخل في منع حياة من العيش مع زوج والدتها.-* نقيض الشيء ص145-168 بمقاطع (3):المقطع (1)يأخذ مثنى يمامة الى شارع الكفاح.. وهنا الروائية تذكر المنطقة بوصف جميل وتعدد الشوارع وكيف تحولت اسماءها من إسم إلى آخر حسب الزمن والأحداث بدقة متناهية..وهنا يغّير مثنى رأيه، كان يريد شراء السكائر لكنه قرر شراء الدولارات بسبب السوق النازل وهذا النزول حصل بسبب موافقة الحكومة العراقية على سلة الغذاء مقابل النفط.., ويبقى مثنى في الكفاح بينما يمامة تعود الى مكانٍ آخر..المقطع_2):تعبر الشوارع، “الشورجة، وشارع الرشيد، والمستنصرية، الى نهر دجلة- وتتأمل المدرسة المستنصرية ويحصل لقاء مع حسن والحوار عن مثنى الذي تغير كلياً وتسمع يمامة تحذيراً من حسن حول عدم ملائمتها بالزواج من ابن السوق..المقطع (3):حلول الربيع وسماع خبر عودة الأسرى فتذهب أم جمال الى أحد الأسرى العائدين تسأل عن ولدها وتسمع أن جمال كان مع الاسير وسوف يعود..وبعد يوم يعود جمال حبيب يمامة، ويعرف جمال أنها ما زالت في الإنتظار فيقررا فجراً وبنفس وقت العودة خطوبتهما من الأهل..كان الوصف جميلاً لحالة يمامة في لحظة سماعها خبر وصول جمال ومشاهدته من خلال نافذة من نوافذ بيتها..-* (العيون السود) ص169-194 بمقاطع(5):المقطع (1):إعتمد هذا المقطع على لقاء بين يمامة وجنان وحوار عن تغيّر جمال وسلوكه وهو الذي قضى خمسة عشر عاماً في الأسر،.. الصورة الخاصة بجمال التي كانت في عقل جنان مختلفة عما هي عليه بعد عودته، كذلك التطرق الى حازم حبيب يمامة الذي كان.المقطع (2):ارتفاع حرارة زينب ابنة سناء وكيف عالجتها الدكتورة جنان وحوار عن الصيف القادم والطحين الأسود وعن موت زوج أم حسن والتنور والخبز.المقطع (3):بثلاث صفحات ترى يمامة المرأة مع زوج هنوه ولمياء تلتقي بها بعد حين وتتحدث معها عن السن الذي سقط من فمها..المقطع (4):تدهور صحة كاظم البغدادي وأخذه الى المستشفى ليرقد فيها وهو بحالة خطيرة وتذهب معهم جنان والقلق من خوف موت هذا الرجل.المقطع (5): مشاكسة من مثنى وضحك يمامة. وحوار عن السوق وشراء الدولارات ثم يتشعب الحوار بينهما، الى أمور أخرى منها عنب بيت الجيران..-* عشر حبات فاصوليا، ص195-227 بمقاطع(5):المقطع (1): خروج كاظم من المستشفى بصحة جيدة، وتوزع ابنته الهريسة وخبز العباس..كاظم يراقب دورة كرة القدم ويفرح بفوز نادي الشرطة بالدوري..تشجيع عمر على الدراسة… المقطع (2):عن اللعبة النهائية لكأس العالم بين البرازيل وفرنسا وتحمس كاظم لها والحديث عن مؤامرة كروية ضد العرب عندما أسقط الحكام المغرب في الخسارة. وانقطاع الكهرباء مما حصل التواصل بين يمامة وجنان عبر الهاتف حول نهاية اللعبة.ودخول حسن والحوار عن الفن وأخبار مثنى.. والحديث عن لوحة تفكر يمامة برسمها حول الزقاق، فتسمع من حسن “ هل سترسمين أخيراً روزنامة أيام حقيقية؟”لكن يمامة كانت تفكر برسم “ أعواد بخور “ كون الجميع متشابهون مثل اعواد البخور”.المقطع(3):تريد يمامة معرفة حقيقة وجود مثنى في بيت هنوه وتسمع منه “ من أجل البق الدقيقي” لكنها لا تصدق وتشك أن مثنى مزيف.هو الحب لكن لا تستطيع الإفصاح عنه.وفي النهاية الكشف عن اسم محل مثنى “الوردة البيضاء لنباتات الظل والعدد الزراعية”.المقطع(4): سمعت يمامة هدير سيارة مثنى الفولكس واكن التي اشتراها قبل ايام..وتسرد الساردة بعض الأحلام التي راودت يمامة خصوصاً بما يتعلق بأمها.المقطع (5):مجيء مثنى لبيت يمامة، يدخل ويقول ليمامة الحمد لله على السلامة”.هو سمع خبر مرضها من حسن.يطول الحوار بينهما ويطلب منها الموافقة على الزواج به.. لكنها تقول له:” من أنت؟”ويسرد لها حكاية كيف أصيب بشظية في أرض الكويت.وفي النهاية تقول يمامة “لا أدري.. ولا أريد”وهو قال لها: “ ولكني أدري وأريد..”-* (جمع، مثنى، مفرد) ص229-258 بمقاطع (5):المقطع الاول:تأفف الخالة من وضعية الزقاق، وحوارات مقتطعة في بيت يمامة بين الخالة وسناء ويمامة خصوصاً حول الزيارة التي يودان القيام بها اليوم الى بيت جنان التي تزوجت جمال وسكنت بيتاً لا يعرفنّ مكانه لكن من خلال خطوط الهاتف سيعرفان ويقرران الذهاب الى بيت سناء حيث زوجها حسن موجود ومن هناك يحصل الإتصال الهاتفي.المقطع (2):تشاهد مثنى، ثمة حوار بين كاظم البغدادي وزوجته، وصغيرهما الذي يبكي اثر ضربة من سعد بالحجارة وتخرج يمامة للخارج بعد أن تقول للخالة “من مثنى.. أنه حساء”.وعمر ودراجته يشاهد شيئاً غريباً تحت التراب، ويقول ليمامة بهلع:- “ إنها كف انسان أليس كذلك؟”.وتقول هي: “ نعم إنها كف إمرأة”المقطع (3):نقلب شكل الزقاق من شكله الأول الى شكل الخوف والقلق والأسئلة والأجوبة وحبك الحكايات والكل قال أن زوج هنوه قتل ابنة زوجته والبعض قال ربما جاء والدها بعد خروجه من السجن وقتلها كونها تعيش مع زوج الوالدة..وكاظم البغدادي يخبر الشرطة بما حدث في الزقاق والبعض ومنهم حسن الشك بلمياء وربما هي الفاعلة حقاً، وبعد البحث الطويل لم يجد أي واحد منهم أي أثر لجثة أحد ما.المقطع (4): ايضاً المقطع عن اختفاء (حياة) وكيف جاءت الى الزقاق فجأة واختفت منه فجأة حتى والدها الذي خرج من السجن ذكر أنهُ لم يشاهدها منذ شهور وهو في السجن..بوصف جميل وصفت الروائية حالة اهل الزقاق.المقطع (5):هنا تحصل خطوبة مثنى ويمامة، وتلبس الخاتم، وتحديد الخميس القادم الذهاب الى المحكمة ووصول مصور الفيديو والفوتوغراف وفرح في البيت ومشاكسة من مثنى ليمامة يخبرها أن كف المرأة هي التي استعملها في طبخ الحساء..وفي النهاية يخبرها لا تصدقي هذا، فتبقى في ذهول..- (جموع لا مفرد لها) ص259-264:هو أقصر الفصول ولا مقاطع له.. نص هذا الفصل ب(14) صفحة فقط، إنه فصل كشف الحقائق..تحسين زوج هنوة ، دخل السجن بعد اعترافه هو من قتل (حياة) ابنة زوجته معتقداً أنها استولت على الذهب، وهذا حقيقة..وعن رسم يمامة لأهل الزقاق يوم عودة جمال من الأسر وحسن شاهد اللوحة وقال: “ كل أعواد البخور هذه أهي لمثنى أم لحازم”.وتنتهي الرواية ب” واكتملت اللوحة”.نعم إكتملت حيوات الناس – ناس الزقاق.- رابعاً:1. تمنيت أن تكون الرواية بقسمين، القسم الاول من صفحة (5) الى صفحة (98) والقسم الثاني من صفحة (99) الى صفحة (264) من أجل الإبتعاد عن مطب اختصار الزمن، كون الصفحات التي أشرت إليها لتكون القسم الاول فيها أزمنة مختلفة وأحداث متشابكة تمتد من قبل بدء الحرب العراقية الإيرانية بعقود قليلة أو أعوام قليلة من حيوات الشخوص رغم أن الروائية لم تذكر أي شيء عن تلك الحرب ولا من خلال الاسرى وعودتهم.والى جانب هذا فجأة تدخلنا الروائية بلجان التفتيش الدولية عن اسلحة الدمار الشامل ومن هذا المكان يجب أن يبدأ القسم الثاني.ومع هذا فإن الروائية نجحت في تداخل الأزمنة والأمكنة وأعطت عوالم عديدة عن واقع البلد الذي عاشه لعدد من العقود، بحروب وحصار ومشاكل أخرى.. كما أعطت فسحة للحب، لكن ليست الفسحة الفجة التي يدونها بعض الروائيين.2- وجدنا الكثير من الأشخاص الذين لا يمكن حذف أحدهم ونذكر هنا / يمامة الشخصية الأولى/ الخالة الشخصية الثانية/ مثنى الشخصية الثالثة/ وهؤلاء من المهمين الى جانب (هنوه) والشاب الذي يشبه (أحمد رمزي) وتحسين زوج هنوه (حسن الخطاط الشخص النظيف الذي كان أحد زملاء يمامة في الكلية’ ويبقى صديقاً لها وكثيراً ما تلجأ إليه في بعض الأمور، (سناء) (لمياء المجنونة وقططها) (حازم) الحبيب الغائب الذي لم يظهر في الرواية سواء من خلال عودة يمامة الى الماضي أو أي إتصال بينهما، فائقة زوجة كاظم البغدادي، كاظم البغدادي المتقاعد، الشقيقات اشجان، أفنان، جنان الدكتورة التي انتظرت الحبيب جمال الاسير، وحياة ابنة هنوه، والد حياة السجين، مريم وزوجها نجيب، أم جمال فاطمة ابنة كاظم وولده عمر ، موفق شقيق لمياء).
حمدي مخلف الحديثي
جريدة الدستور العراقية