الصورولوجيا في الأدب المقارن، ملخص محاضرة

الصورولوجيا في الأدب المقارن
وتطبيقها على صور الآخر الغربي في الرواية العربية
ملخص محاضرة
بداية عرّفت المحاضرة بالأدب المقارن حين ظهر، وحين تطور بعد ذلك التطور الذي وسّعه وكثّر مجالاته أو ميادينه، وبيّنت كيف كانت وكيف صارت، فالكثير مما لم يكن في المقارن صار منه، والكثير الآخر صار للأدب المقارن علاقة به، فمن ذلك: المقارنة والمجالات التي نقارنها في أدبين أو أكثر سعياً للكشف عن التلاقي والافتراق أو التشابه والاختلاف، والمقارنة بحثاً عن التأثير والتأثر وما ينشأ عنها من تشابهات بين الآداب، ودراسة الهامش والمهمشين من البلدان المحيطة بالمراكز أو الخارجة عن المركز الغربي، مثل شعوب شرق آسيا والكاريبي وأفريقي وغيرها، ومن الأقليات القومية والعرقية، والمرأة في المجتمع الباترياركي، والترجمة، والدراسات الثقافية. ويبقى ميدان الصورولوجية، في ذلك، على أهميته التي كانها من قبل.
فما الصورولوجيا؟ المقصود به أو بها دراسة صورة شعب في أدب شعب أو آداب شعوب أخرى، ولعل من أقدم ما يُذكر ممن خاضوا هذا الميدان، حتى قبل ظهور الأدب المقارن الفرنسية مدام دي ستال وكتابها عن ألمانيا. وأهم ما تقدمه دراسات هذا الميدان هو الكشف عن تمثّلات الآخر كما يعبّر عنها الأنا أو النحن. وكثيراً ما نتج عن تمثّل النصوص ووسائل التعبير الإبداعي والفني الأخرى للآخر وتراكم الرؤية والرؤيا الشعبية، تنميط صوره، فصارت لشعوب صور نمطية عند شعوب أخرى، كما هو حال العربي، والأمريكي، واليهودي، والياباني.. إلخ. ولأن دراسة صورة الآخر.
تطبيقياً تناولت المحاضرة صورة أو صور الآخر الغربي في الرواية العربية المعاصرة، فتعرضت بداية إلى إن اللقاء بين الشرق أو المسلمين أو العرب والغرب على أرض الواقع، وهو الذي استتبع حضور الغرب في الأدب العربي، ولاسيما الرواية، بوصفها أهم الأجناس الأدبية العربية الحديثة في تقديم صور الآخر، وقد مرّ تاريخ حضور الغرب واللقاء بين الشرق أو العرب والغرب في الرواية العربية بمراحل ثلاث وقد يجعلها البعض أربعاً، وهي: المرحلة الأولى هي الممتدة من منتصف القرن التاسع عشر تقريباً إلى الحرب العالمية الأولى، وكانت كتاباتها عبارة عن وصف للغرب أو لبعض جوانبه مع الانتباه إلى ظواهر الأمور، وكانت في شكل اانطباعات شخصية، ومن أهم من مثلّ ذلك رفاعة الطهطاوي في “تخليص الإبريز في تلخيص باريز” -1834 – ومحمد المويلحي في “حديث عيسى بن هشام” -1905. المرحلة الثانية هي الممتدة من الحرب العالمية الأولى إلى فترة التحرر والاستقلال وحركات التحرر والثورات في الخمسينيات والستينيات ، وربما إلى نكسة حزيران 1967. وحاولت بعض روايات هذه المرحلة فهم الغرب فهماً عقلياً ووجدانياً عميقاً، من أهمها رواية “قنديل أم هاشم” – 1944 – ليحيى حقي ، ورواية “الحي اللاتيني”– 1953 – لسهيل إدريس، ورواية “موسم الهجرة إلى الشمال”-1966- للطيب صالح. المرحلة الثالثة، وهي تمتد من بعد نكسة حزيران إلى الاحتلال الأمريكي للعراق الذي سجل عودة صريحة وجديدة للاستعمار والهيمنة الأجنبية على العرب، وربما إلى الوقت الحاضر، فكان من الطبيعي لروايات هذه المرحلة أن تُعنى بهذا، ومن روايات هذه المرحلة الكثيرة: “سباق المسافات الطويلة”- 1979- لعبد الرحمن منيف، و”الرحلة.. أيام طالبة مصرية في أمريكا”- 1983- لرضوى عاشور، و”كم بدت السماء قريبة”- 1999- لبتول الخضيري، و”إنها لندن يا عزيزي- 2000- لحنان الشيخ، و”المحبوبات”-2003- لعالية ممدوح، و”واحة الغروب”- 2007- لبهاء طاهر، و”شاي العروس”-2010- ميسلون هادي.
وقد كان لعوامل عديدة تأثيراً في طبيعة الصور التي قدمها الروائيون للغرب وللعلاقة بين العرب والغرب، أهمها: الاستعمار والوجود الأجنبي في بلاد العرب، والصراع العربي الإسرائيلي، والخلفيات الفكرية والسياسية والاجتماعية والعقائدية، وتعلقاً بذلك القومية والدينية. ووسائل الاتصال والإعلام والتواصل الثقافي، والمعايشة والاختلاط والعلاقات التي يقيمها الكاتب مع غربيين.
في تناول صور الغرب التي تقدمها الرواية العربية وجد المحاضر أن الصور تتوزع بشكل عام إلى صور إيجابية وصور سلبية. فمن الصور الأيجابية: الغرب المتحضر، والإنساني، والصديق، كما في روايات سحر خليفة (الميراث) و(مذكرات امرأة غير واقعية)، وعالية ممدوح (المحبوبات)، وعلاء الأسواني (عمارة يعقوبيان). ويضيف إليها ما سمّاها (صورة أمريكا الحلم)، كما في روايات سحر خليفة (الميراث)، وزهير الهيتي (الغبار الأمريكي)، وميسلون هادي (شاي العروس). ومن الصور السلبية: الغرب الاستعماري، والعنصري، والمريب: كما في روايات أحلام مستغانمي (ذاكرة جسد) و(عابر سرير)، ومهدي عيسى الصقر (الشاهدة والزنجي)، وميسلون هادي (الحدود البرية)، وإبراهيم أحمد (طفل الس أن أن)، وعبد الرحمن منيف (سباق المسافات الطويلة). في نهاية المحاضرة توقف المحاضر عند صور المرأة التي رسمتها الرواية العربية، ومنها: صورة المرأة المنفلتة، كما في روايات ناجي التكريتي (نورا)، وعلي خيون في (العزف في مكان صاخب)، وهيفاء بيطار (امرأة من طابقين) و(قبو العباسيين)، وصورة المرأة العاشقة للشرق والشرقي، كما في روايات الطب صالح (موسم الهجرة إلى الشمال)، ومحمد أزوقة (الثلج الأسود)، و(واحة الغروب) لبهاء طاهر.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

دراسة عن دروب وحشية

تشكلات البناء السردي في رواية دروب وحشية للناقد نجم عبد الله كاظم أنفال_كاظم جريدة اوروك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *