الصديقة المبدعة عالية ممدوح
تحية طيبة
هنا ردّي على سؤالك عن الصداقة ما بين الأدباء، وأرجو أن لا تترددي في أن تسألي أي شيء قد تثيره إجابتي.. مع محبتي وتقديري..
نجم
الصداقة ما بين الأدباء
كما أراها
بداية يجب أن أقول إني أنظر إلى الصداقة جوهرياً على أنها صداقة أياً كانت أطرافها، وعليه فأفترض أن جميع ما يصدق عليها بشكل عام، يصدق عليها ما بين المثقفين أدباءَ وفنانين. مع هذا هناك ما قد تتميز به الصداقة ما بين الأدباء عنها ما بين الناس العاديين.
ولكن في الوقت الذي تكون الصداقة ما بين الناس عاديةً وربما جاز لنا أن نقول سهلة، وكذلك الأمر ما بين الأدباء وغيرهم لتوفر التكافؤ، فإنها قد تلاقي صعوبة في التكوّن وعدم التفاهم وفي النتيجة تكون قصيرة ولا تكتسبت الديمومة حين يكون أحد طرفيها مقفاً أو أديباً والآخر شخصاً عادياً، بسبب عدم التكافؤ.
وعموماً أعتقد أن الصداقة ما بين المثقفين، وما بين الأدباء والفنانين منهم خصوصاً، هي أكثر ملاءمة للديمومة والقوة الحميمية، ولكنها بظني، وبما يشبه المفارقة، عرضة، في الوقت نفسه، للانقطاع والانتهاء الحاسم وغالباً المؤدي إلى ما يشبه العداء والقطيعة ما بين طرفيها شأنها في هذا شأن أي علاقة قوية وحميمية، كعلاقة الحب حين تُجهض مثلاً.
وباعتقادي أن من الأسباب التي تؤدي إلى هذا هو الخلافات في الرأي التي قد تتطور إلى خلافات شخصية. كما قد ينشأ شيء من الحسد والغيرة ما بين الأدباء الأصدقاء، فتجدين أن الواحد منهم يكنّ كل الحب للآخر وبيني عليه الإخلاص والتفاني في سبيل الآخر، ما دام هو يتقدم عليه في المجال الذي يجمعهما كتابةً أو إبداعاً أو نقداً، أو يساويه في ذلك. ولكن متى ما استشعر اجتياز الآخر له بدأت الغيرة تتسلل إليه وإلى علاقتهما. وبظني مرجع هذا هو تضخم الذات لدى كل مبدع، شئنا أم أبينا.
د. نجم عبدالله كاظم