الحدود البرية – ناطق خلوصي

                                  ميسلون هادي

                                   الحدود البرية

                                                                ناطق خلوصي

   تنفرد ميسلون هادي بخصوصية المنحى السردي الذي تعتمده في بناء أعمالها القصصية والروائية فتستلهم الواقع لكنها تنأى به عن المباشرة ، في صياغة لغوية تتسم بغنى التعبير ، والقدرة على التوصيل ، تخترقها أحياناً مفردات أو عبارات من اللغة المحكية فتزيد من هذه القدرة على التوصيل

  صدرت لها أكثر من عشرين رواية ومجموعة قصصية حتى الآن . كتبت عنها عالية ممدوح تقول على الغلاف الأخير لروايةالحدود البريةالتي نتوقف عندها في هذه القراءة :” هذه الروائية العراقية النجيبة ذات الصوت العميق والجاد ، والتواضع الجم ، كأنها أقامت الحد على نفسها وبالدرجة الأولى، لكي لا تدخل السباقات مع أي احد إلاّ مع نفسها بالدرجة الأولى ، وكيف تشتغل على آليات سردها البديع وشخصياتها التي لن أنساها ما عشت ” .

 وروايةالحدود البريةهذه، وهي من أعمال ميسلون هادي السردية المفعمة بالحس الانساني شأنها في ذلك شأن أعمالها السردية الأخرى، صدرت في طبعتها الثانية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2017( وكانت طبعتها الأولى قد صدرت عن الدار نفسها عام 2004 ) . ظهرت هذه الطبعة بطباعة أنيقة توجت غلافها لوحة الفنان الكبير شاكر حسن آل سعيد ، في تقليد دأبت الروائية عليه يتمثل في اختيارلوحات لفنانين عراقيين لأغلفة أعمالها السردية لتؤكد حرصها على كل ما هو عراقي . فالعراق حاضر معها فيما تكتب ونستدل على ذلك مما قرأناه لها من أعمال

 يوحي عنوان الرواية بالغياب والرحيل والهجرة أو الهرب بحثاً عن ملاذ آمن أو لجوء انساني . وتحظى ثيمة غياب الشهداء باهتمام الروائية الخاص حيث تحرص على أن يتحول غيابهم إلى حالة حضور دائم . وحيث تستأثر شخصيةالغائب”  باهتمامها ، فإن هذاالغائبيعود فيصبححاضراًأوعائداًأما في المتخيل أو في الحلم أو في الواقع، وكأن الرواية تحرص على ترسيخه في الذاكرة.

 في دراسة لي تحمل عنوانخصائص السرد القصصي النسوي في العراقكنت توقفت عند مجموعةرجل خلف البابالقصصية وكتبت : ” صار انتظار الغائب أو البحث عنه هاجس المرأة العراقية في زمن الحروب ، وكان لابد لهذا الهاجس أن يجد حضوراً له في السرد القصصي النسوي في العراق وتقدم ميسلون هادي نماذج حيّة منه في مجموعتها القصصيةرجل خلف الباب ” (1994 ) ، ويتجلى ذلك لديها بدءاً من اختيارها لعنوان المجموعة بما ينطوي عليه من دلالة توحي بالانتظارالذي ستتواتر الإشارة إليه بشكل مباشر أو غير مباشر في العديد من قصص المجموعة ” ( مجلةآفاق أدبية، العدد الأول 2013 ) . الغائب عند ميسلون هادي اما أن يكون هارباً من سلطة غاشمة أو اسيراً أو مفقوداً أو شهيداً ، وفي كل الحالات يقع عبء المعاناة على المرأة : أماً أو زوجة أو حبيبة ،فتكون موضع تعاطفها . في روايةالعالم ناقصاً واحدالغائب ( علي ) ضابط طيار شاب يتم إسقاط طائرته  ومعه ضابط شاب آخر .يأتي رجل في ساعة متأخرة من الليل حاملاً إلى الأب خبر استشهاد ابنه. عند دفن الإبن ينتبه الأب  إلى ما يجعله يشك في أن يكون من تم دفنه ابنه ، وبين الشك واليقين تفتح الرواية باباً للأمل أمام الأب بأن ابنه حي وواقع في الأسر لتؤكد بأن الشهيد يظل حياً وتضع أمام الأب بصيص ضوء ، وتتشبث الأم ببارقة أمل حين يخيّل لها أنها رأت شاباً عند باب البيت اشرأب بعنقه  وما لبث أن أختفى فأيقظ هاجساً خفياً في روحها .

 وتستعير الروائية شخصية الغائب من هذه الرواية وتتوسع في الحديث عن حكايته من خلال خطيبته جنان( جانو )، في روايتها الكبيرة والجريئةجانو أنت حكايتي ” ( 2017 ). أما الغائب في رواية ”  العرش والجدولفهو مختلف .إنه هارب بجواز سفر مزور لينجو من ملاحقة سلطة بلده ، بحثاً عن ملاذ آمن . وحيث لا يعود غائبالعالم ناقصاً واحدمع أن باب الأمل ظل مفتوحاً ، فإن غائبالعرش والجدولعاد وقد تغير من حال إلى حال وصار رجل سلطة هو هذه المرة ووقع عبء المعاناة على عاتق حبيبته السابقة قمر . اما غائب روايةالحدود البريةفله حكاية مغايرة .

 تتواصل أحداث هذه الرواية على مرحلتين زمنيتين ترتبط كل منهما بما شهده العراق من أحداث . تبدأ الأولى في حزيران 1994 ،أي في الفترة التي أعقبت حرب الكويت بما رافقها من هول المعاناة التي تحمّلها العراقيون أيام الحصار حيث تتقاسم البطولة شخصيةبيانمع شخصيةخالد أمين، يتابادلان مواقع السرد على نحو متواتر في فصول قصسرة يحمل كل منهما اسم أحدهما عنواناً له ، في حين تبدأ المرحلة الثانية في حزيران 2003 ، أيام حرب احتلال العراق، وينفرد صوت الروائية لوحدها هذه المرة . وخالد في هذه الرواية خالدان في الواقع حرصت الروائية على اختيار الإسم نفسه لشخصين أحدهما غائب بفعل الفقدان والآخر حاضر وسيصبح غائباً هو الآخر . خالد الأول ابن عم البطلة ، عاش معها في بيت أبيهاعندما جاء ليكمل دراسته. كانت تكتب له رسالة كل يوم مما يشي بأنها وقعت أسيرة حبه. وعلى الرغم من أنها تسلمت رسالة من وزارة الدفاع تشير إلى مقتله في حرب الكويت ، فإنها تصر على أنه لم يمت ، ويؤكد هذا الإصرار على ما دأبت عليه الروائية في موقفها المتفائل من الغائب حين يكون غيابه ناشئاً عن الحرب بشكل خاص ، ولعلها زجّت بشخصية خالد الآخر ليكون امتداداً لخالد الأول وليظل اسمه متواصلاً وفي حالة حضور دائم ، حتى أن بطلة الرواية بيان كانتتفكر بمفارقة أن يحمل رجلان في حياتها الإسم نفسه ، وان يظهر أحدهما في حياتها وهو يمهد لاختفاء الثاني ، وبالرغم من أنه لم تكن ثمة رابطة شبه واحدة تربط الاثنين ، فقد ظهر أحدهما يكمّل الآخر أو يعوّضه او يرممه ” (ص67 ).

 كانت بيان قدتعرفت على خالد الثاني لأول مرة في حفلة عرس في أحد النوادي ، مع أنه كان يقيم في بيت أهله المقابل لبيت أهلها وتم التعارف على عجل وكأنها رات فيه بديلاً لإبن عمها الغائب أو امتداداً له فبدأت تنجذب إليه. لكن حضور ابن عمها في روحها كان ما يزال قوياً ، ووجدت نفسها موزعة بين الاثنين .

 لا تترك الروائية ثغرة في بنائها السردي يتسلل عبرها التساؤل عن سر عدم تعرّف بطلة روايتها على خالد البديل مع أنه جارها ، فتجيء بما يبرر ذلك حين تشير إلى أنه كان قد عاد من بريطانيا قبل سنتين ويعمل طبيباً في بعقوبة يأتي إلى بغداد حالياً مرة في الأسبوع ويحل في بيت أهله الحالي دون أن تلقي الروائية الضوء على خلفية وضعه العائلي أو الاجتماعي. ولعلها لم تجد ما يبرر التوسع في التفاصيل ما دامت قد زجّت  به بديلاً لخالد ، ابن عم بطلة روايتها.

 لقد جعلت الرواية حب الدكتور خالد لبيان يبسط سطوته على روحه وكأنه وقع في شرك أبدي  دفعه للقول : ” لم أجرؤ قبلها على التضحية  بشيء أحبه . ولكنني الآن ولمجرد أن أسترجع وجودها معي أريد أن أسلّم كل نفسي وسعادتي وأحزاني وآمالي إليها لتمنحني منها زاداً يومياً بالقدر الذي تريد” ( ص 38 ) ، وكان مجرد وجودها معي يسكرني ويتعبني ويتركني بلا حول ولا قوة ” ( ص 42 ) .

 غير أن الروائية وضعت بطلتها في مأزق حين جعلت قلبها موزعاً بين اثنين، فظلت مترددة حتى بعد أن توقفت علاقتها بالدكتور خالد وبشكل خاص بعد أن أنقذها عندما كانت تعاني من قرحة في المعدة ، فعبّرت عن حيرتها غير أنها  حسمت تلك الحيرة بانحياز لكنه انحياز متردد: ”  كانا اثنين دائماً .. واحد قريب كالحلم .. والأخر بعيد كالحقيقة ..  وهذا القريب هو الذي جعل الأرض تدور في لحظة أن أحببته ، فماذا يهمني من ذلك الآخر البعيد إن لازم بغداد أو رحل عنها .. ؟ “( ص 16 )، فقد ساورها شيء من الندم حين عرفت حقيقة سفره ويفضح ذلك ما أصابها حين قالت جارتها وصديقتها رحاب في يوم سفره بأن الحدود البرية مع الأردن مغلقة، فقدشعرت أن قلبها يتفوه وأن نبضاتها تدق في أذنيها لتصبح مسموعة للآخرين ” ( ص 30 ) ، وما لبثت أن سألت :” والذين في طريقهم إلى الحدود ؟ فقالت رحاب  : لا ادريربما يرجعونأوينتظرون … ” (ص 31 )، ولا يخفي تساؤلها شعورها بالقلق  ويفتح رد رحاب باباً خفياً للأمل أمامها .

 كان الدكتور خالد قد هاتفها طويلاً ليلة سفره وبدا كأنه يستجديها موافقتها على الاستجابة  لمشاعر الحب التي يحملها نحوها ، وكان على استعداد لأن ينتزع فكرة السفر من ذهنه لو أنها طلبت منه البقاء في بغداد  لكنها لم تفعل . فظلت ترافق ذاكرته وهو في طريقه إلى عمان وبين الحلم والاسترجاع ظل حضورها يتواتر: وهي معه في المستشفى  وصالة العمليات ، فتعود به الذاكرة إلى أيام الحرب : ” في تلك الليلة من ليالي القصف الأربعين ، كنت ساهراً في المستشفى أفكر فيها وأنا أخيط الجروح على ضوء الشموع .. وبعد أن انتهيت  من عملية مصران أعور طارئة ، استدعيت في قسم الولادة في إخاطة جرح عملية قيصرية ” (ص 80 ). وفي ظل أجواء الحرب المرعبة لم تغب عن باله . فبعد سقوط صاروخ قريب: ” ناولت الطفل إلى أمه ثم هرعت إلى البيوت ،، وهرع معي أطباء وممرضون آخرون . لم يكن بيتنا قد أصيب بأذى ، فهرعت إلى بيتها . أرعبني أن أجد الباب مفتوحاً على مصراعيه .. ولم تكن بيان وأختها هناك ،فاضطربت روحي ، وشعرت بأن الخوف يأخذ مني كل مأخذ ” (ص 81 )  ولم يهدأ له بال إلا بعدأن أطلت برأسها من سياج بيت جارتها رحاب وطمأنته بأنهم بخير . أما بيان فقد حلمت في إغفاءة قصيرة برجل يعطيها قماشاً من التول الأبيض وقال لها انه يصلح لتفصيل ثوب عرسها ، وهو الحلم الذي ربما كانت تتمنى أن يتحول إلى حقيقة

 وضمن الإشارةإلى أجواء الحرب ، زجّت الروائية إلى جانب الدكتور خالد وهو في الحافلة برجل كان ذاهباً إلى عمان ليأتي بعلب دواء لإبنه المريض . كان الرجل يبدو غريب الأطوار يضحك وهو يتحدث عن المشاهد المأساوية ، ويبدو أن بعض ضحكه كان ساخراً وإن لم تكن لهجته تشوبها ذرة تهكم حتى وهو يسترجع أيام الحرب ، فتستحضر الروائية إلى الذاكرة مرارة تلك الأيام العصيبة من خلال ما قاله الرجل : ” تعطلت المدارس وخلت المحلة من الناس ولم يعد يزورنا أحد أو نزور أحداً .. وعندما كان يحل الظلام كنا نلتم على ضوء الشموع للعشاء فيقول أطفالي إن الوقت لم يحن بعد للقصف لأن بوش يتعشى أيضاً ، فأخبرهم عن فرق التوقيت بيننا وبين أمريكا  ، وأقول لهم بل انه تغدى وتنزه الآن وليس لديه ما يفعله سوى أن يمسك بالأتاري ويقصف ” ( ( ص 95 )، وكان واضحاً أن ضحك الرجل كان وليد احساسه بالمرارة مع أنه يدّعي خلاف ذلك .

  لم تكن رحلة الدكتور خالد يسيرة ، كان صعود العسكري رجل الحماية إلى الحافلة مسلحاً برشاشته ، مؤشراً  خفياً لاحتمال بدء المتناعب ويبدو أنه أراد أن يشيع جواً من الطمأنينة لدى الركاب بغناء جنوبي حزين، أو لربما كان يريد أن يطمئن نفسه أولاً . استسلم الركاب للنعاسوأصبح الصوت العسكري الحزين مثل صوت فاختة تقف وحدها  على سعفة نخلة عالية منذ الأزل ” ( ص 103 ) وكأن هذا القول  جاء انذراً بما سيحدث فقد هوجمت الحافلة بمجموعة من قطاع الطرق المسلحين برشاشات تقلهم سيارة بيك آب بهدف تسليب الركاب ، فانتفض عسكري الحماية  وبدأ باطلاق الرصاص ودفع حياته ثمن موقفه وأصيب الدكتور خالد في عنقهوطوح رأسه دوار خاطف قبل أن يسقط إلى أمام فوق كتف جاره .ظل للحظات حاضر الوعي تخترقه شظايا ماض ٍ قريب مضى في لمحة البرق ولم يعد يلامس روحه منه  تلك اللحظة سوى كلمات خاطفة وامرأة “( ص 110 )، والإمرأة هي بيان التي لم تغب عن باله حتى وهو في محنته تلك  ، ولكن في الوقت الذي كان يستذكر بيان ، كانت هي تستذكر ابن عمها لتعبّر عن شوقها له وكأنها ترد على سفر خالد الآخر . وعلى امتداد اثني عشرة صفحة تواصل الرواية سرد ما دار داخل الحافلة أكثر مما دار خارجها وقد ساد الرعب النساء بشكل خاص  . تختتم الصفحة الأخيرة من مرحلة حرب الكويت بصفحة خالية إلاّ من سطور بنقاط فقط  وكأن الروائية كانت تخبىْ وراءها فاصلاً من الأحداث صاحبت فترة حرب احتلال العراق .

 واجهت الدكتور خالد الذي أصبح اسمه خالد أمين السعيد لافتةالحدود البريةمرة اخرى وهو في سيارة أردنية صغيرة ولكنه عائد إلى العراق هذه المرةفأوحت له بأنه ماض ٍ إلى مصير غامض ” ( ص 121 )، بعد غياب دام تسع سنوات ، كان يقرأ في جريدة ما نشر من صفحات من تاريخ العراق . وليس عبثاً أن ترد الاشارة إلى بغداد وهولاكو . لكأن الرواية أرادت أن تقول أن ما اصاب بغداد على يد الاحتلال الأمريكي إنما هو امتداد للإحتلال المغولي مع أن بضع مئات من سنوات التطور تفصل بين الاحتلالين .

 كان الدكتور خالد قد هاتف بيان  لآخر مرة من مستشفى الرمادي حيث كان يرقد بعد اصابته أثناء تبادل اطلاق النار مع قطاع الطرق وأوحى لها  أنه سيعود إلى بغداد  مما يشير لى أنه كان ما يزال متعلقاً بها وينتظر منها كلمة تشجعه على العودة . ويبدو أنه  لم يتلق هذه الكلمة. فقدقرر في لحظة قدرية أخرى عبور الشارع إلى ضفته الأخرى لكي يتبع الأمر الذي عزم عليه من البداية ، ويواصل طريقه في الاتجاه الآخر ” ( ص 123 ) .وها هو في بغداد في بيت العائلة وقد جاء لبيع حصته فيه وكأنه يريد أن يقتلع جذوره من هذا المكان وقرر أيضاً أن يتجاهل بيان . لكن تحولاً قاسياً غيّر مجرى الحدث . فقد علم بأن خالد  الأول ابن عم بيان لم يقتل في الحرب وقد عاد وبصحبته زوجة وأطفال فأحدث ذلك صدمة في روح بيان وكان عليها أن  ترمم علاقتها به وقد مهّدت لذلك  بأنها هي التي ستشتري البيت المعروض للبيع .

 على مستوى البناء السردي ، تعنى ميسلون هادي بالكائنات الحية الصغيرة بشكل خاص . وتبدو الفراشات والطيوركأنها ترافق حركة يدها وهي تكتب وهي تحمّلها بدلالة رمزية . فالطيورالتي تحلق ،  تنقلها إلى فضاء الحرية ومن هذا المنطلق جاء الربط بين مجزرة الطيور في الباحة الخلفية لكراج الحافلات بما تنطوي عليه من دلالة وبين هجرة الدكتور خالد . ويحظى المكان باهتمام خاص منها وهو ليس محض امتداد أرضي مألوف . فهي تؤثثه بما يجعله جزءاً مكملاً للبناء السردي ، شاهداً على ما حدث من متغيرات أو تحولات اجتماعية .

 تصاحب عين الروائية حركة الحافلةالمغادرة وهي تودع بغداد : ” واليوم يهج الناس من الجوع فتصبح الأرصفة ملظومة بجداريات صغيرة من عارضات السكائر يقف خلفها صبيان مشعثون واجمون كالتماثيل، أورجال انمحى من وجوههم أي تعبير واضح للأمل والدهشة أو الحماس ، واصبحوا يقفون خلف علاماتهم الفارقة تلك لقدر غامض وغريب رمى بهم إلى تلك الأمكنة المبعثرة الصماء ” ( ص19 ) ، وهي أمكنة بدت بمن فيها كأنها من مخلفات الحرب . لقد تهيأ لنا أن نقرأ أو نعيد قراءة ثلاث روايات أخرى ومجموعتين قصصيتين لميسلون هادي  بصحبةالحدود البريةفمنحنا ذلك فرصة اكتشاف خفايا عالمها السردي الساحر ونهر لغتها المتدفق وهي ترسم ما خلّفته الحرب صوراً مسكونة بالمواجع

                                              ________

         إشارة : تم نشر هذه القراءة النقدية  في كتابنافضاءات السرد الروائي العراقي ــ اضاءات نقديةالصادر في طبعته الأولى ضمن منشوراتالاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراقفي  عام 2019  ــ دار الرواد المزدهرة للطباعة والنشر والتوزيع ــ بغداد

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

ميسلون هادئ……غزارة الإنتاج وبراعة الأداء.

ميسلون هادئ……غزارة الإنتاج وبراعة الأداءمن الأحداث الفارقة والمائزة في حياتي،هو اللقاء بالروائية المبدعة ميسلون هادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *